الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المبادرات تميتها.. وقد تحييها الوزارات


اعتدنا في الآونة الأخيرة سماع مصطلح "المبادرات الشبابية"، وتنبع تلك المبادرات من وجود فجوة يراها ويدركها مجموعة من الشباب المحب لوطنه، ولم يكتفوا بمجرد المشاهدة من بعيد، بل يبادرون بإطلاق مبادراتهم لسد تلك الفجوة.

فالمتابع لتلك المبادرات سيلاحظ أنها اقتربت من تغطية مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

بعضها من اهتم بضرورة إيجاد نوع من التفاعل مع الشارع المصري، والاقتراب بصورة أكبر مع المواطنين، وبلاشك ساعدت بعض المبادرات على التواصل البناء مع عدد من أجهزة الدولة، وفي بعض الأحيان ساهمت في توضيح العديد من الجهود المبذولة من جانب الحكومة، مثل حل مشكلة العشوائيات، والتعليم، وفساد المحليات، ومشاركة الشباب في الحياة السياسية، وأخيرًا حشد المواطنين والشباب بصفة خاصة على المشاركة في الانتخابات، وذلك إيمانًا من أصحاب تلك المبادرة بحق الوطن.

وبعضها من استهدف الترويج لمعالم مصر الجميلة، من خلال تنشيط السياحة الداخلية، وجذب السياحة الخارجية، بل امتد الأمر إلى تركيزهم على عدد من المعالم السياحية، وعمل مقاطع مسجلة تظهر المظاهر الجمالية المختلفة التي تتمتع بها مصر.

كما رأينا مبادرات اجتماعية تستهدف مساعدة المرأة المعيلة، والتواصل مع الأيتام من خلال الاحتفالات والزيارات، وفك كرب الغارمات، والمساهمة في تجهيز العرائس غير القادرين، وذلك في مختلف المحافظات.

وحاليًا هناك توجهات اقتصادية لبعض المبادرات، شرفت بالانضمام إلى إحداها، فاستهدفت مبادرتنا الترويج للصادرات المصرية بمعاونة الجاليات المصرية في الخارج، وجاري العمل على تفعيل تلك المبادرة بمعاونة الجهات المعنية.

لكن لاحظت شيئا يكاد يكون هو السمة المشتركة في جميع المبادرات، أن المبادرة بدون تواصل حكومي ستصبح في خبر كان.

واستمرارية المبادرة مرهون بطول نفس من أطلقوها، فبعض المبادرات لم يتعد صداها مجرد صفحات التواصل الاجتماعي أو شاشات الفضائيات، دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.

فتطرق إلى ذهني عدد من التساؤلات:
فهل من جهة تعمل على رعاية تلك المبادرات؟
فهل من جهة توجه وتنظم عمل تلك المبادرات؟
فهل من جهة تستفيد من تلك المبادرات لتتخذها الذراع المعاون لأجهزة الدولة؟
فهل من جهة تعمل على مراقبة ومتابعة أداء تلك المبادرات؟
فهل من جهة تسعى إلى التكامل بين تلك المبادرات؟
وماذا لو انسحب لأي سبب من يرعى تلك المبادرة، فهل هناك من يفكر في استكمال المسيرة؟

حقيقةً لم أجد إجابة على تلك التساؤلات، سوى الإجابة بالنفي القاطع.

فتلك المبادرات هي آلية جديدة على طبق من فضة تستهدف الأخذ بيد الوطن، فعلى الحكومة أن تستفيد منها على الوجه الأكمل، دون أن تسعى إلى ردمها أو الهروب منها وتجاهلها، فيشعر مطلقوها أنهم قد أخطأوا حينما شاركوا في مثل تلك المبادرات، وكأنهم يكفرون عن ذنبٍ، فعلى أسوأ الفروض إن لم تحقق تلك المبادرات فائدة قوية، يكفي أنها قد تنجح في تحقيق التواصل بين مختلف فئات الوطن خاصةً الشباب منهم والوزارات المعنية، والترويج في بعض الأحيان للجهود الحكومية، والتي إن فكرت في تبني الحكومة لحملاتها ستكلفها الملايين من الاموال، ودون أن تحقق صدى مقبول.

لذا اقترح خلق كيان وظيفي يستهدف توجيه ورعاية تلك المبادرات وتوطينها داخل الوزارات ومتابعة آدائها، بحيث يتبع القائم بأعمالها الرئاسة مباشرة أو مجلس الوزراء، وذلك بهدف الاستفادة من المبادرات المختلفة على الوجه الأكمل وتوطينها داخل الوزارات المعنية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط