الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وحشتنا يا خال ..


مرت ثلاث سنوات على رحيلك يا خال (21 أبريل 2015)، ثلاث سنوات شهدت أحداثًا سياسية واجتماعية كثيرة، لو كنت بيننا لأمطرتنا شعرًا، ولكن البقاء لله وحده.

في عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر ولد عبد الرحمن الأبنودي، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديدًا في شارع بني علي حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها، وساهمت في تكوينه الأدبي الشعبي، فقد جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلِّفها، ولكنه أصدرها في كتاب يحمل اسمه، ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام، وفيه يحكي الأبنودي قصصًا وأحداثًا مختلفة من حياته في صعيد مصر. 

ولو وصفت الخال في عبارات سريعة سأقول لكم أنه كان مزيجًا بين الصراحة الشديدة والغموض المُحير، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي أعتقد أن تقليده ليس سهلا وتكراره غير ممكن

وعن أغاني الأبنودي أُذَكِّركم بتعاونه مع بعض الفنانين كما يلي على سبيل المثال لا الحصر:

• عبد الحليم حافظ :عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، صباح الخير يا سينا، وغيرها.
• محمد رشدي :تحت الشجر يا وهيبة، عدوية، عرباوي.
• نجاة الصغيرة: عيون القلب، قصص الحب الجميلة.
• شادية: آه يا اسمراني اللون، قالي الوداع، أغاني فيلم شيء من الخوف.
• صباح: ساعات ساعات.
• وردة الجزائرية: طبعًا أحباب، قبل النهاردة.
• محمد منير: شوكولاتة، كل الحاجات بتفكرني، من حبك مش بريء، برة الشبابيك، الليلة ديا، يونس، عزيزة، يا حمام، يا رُمان.

كما كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل (النديم) و(ذئاب الجبل) وغيرها.

وكان يكفي لتخليد اسم عبد الرحمن الأبنودي كتابته حوار وأغاني فيلم (شيء من الخوف) بطولة محمود مرسي وشادية، فكلنا لاننسى شخصية (عتريس)، وشخصية (فؤادة)، والجملة الشهيرة (جواز عتريس من فؤادة باطل)، وذلك الحوار المُتقن بين الشخصيتين، في ظروف متباينة، فنجد حوار الحب بينهما تارة بما يتضمنه من مفردات تددغ قلوب العاشقين، ثم نجد حوار التحدي بين نفس الشخصيتين بما لايدع مجالًا للشك في أنهما لن يلتقيا أبدًا، ثم حوار الانتقام (انتقام الحبيب) بما يجعلك تقف حائرًا وتسأل نفسك: هل مات الحُب أم تحول إلى كراهية، أم مازال حبًا جارفًا، ولكنه يتضاءل أمام حب الخير للناس ومصلحة الأهل والعشيرة.

في الحقيقة انتقل بنا عبد الرحمن الأبنودي في هذا الفيلم من منتهى الحب إلى منتهى القسوة في تدرج منقطع النظير، من خلال حوار مبني على أسس أدبية وفنية مُحكمة.

الله يرحمك يا خال....... دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط