الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كتر خيرك كفاية تطوع


الزيادة التي قررها وزير النقل هشام عرفات على تذاكر المترو الذي يستخدمه الملايين من المصريين يوميا، وأغلبهم من أصحاب الدخول المحدودة والمعدومة، تدل على فشل هذا الوزير في إدارة الوزارة، فبدلا من البحث عن استثمار أصول هذه الوزارة التي تقدر بالمليارات في جميع قطاعاتها لتدر عائدا سنويا يغطي خسائر هذه الوزارة، قام سيادة الوزير بزيادة أوجاع وآلام المواطنين من الغلاء وصعوبة المعيشة والضغط عليهم لأخذ البقية الباقية لو كان هناك بقية من دخولهم وإجبارهم على الرضوخ لدفع زيادة التذاكر بتطبيق قراره ليلة الخميس الماضي دون أدنى اعتبار لصرخاتهم وعويلهم.

وهذا القرار معدوم الدراسة وتطبيقه في وقت سيئ، حيث تستعد الأسر المصرية لاستقبال شهر رمضان الكريم وأغلبهم يضربون كفا على كف في كيفية توفير متطلبات ومستلزمات هذا الشهر من مأكل ومشرب وقدوم عيد الفطر المبارك وما يستلزمه من مصروفات في شراء الملابس لأولادهم، ثم يفاجأون بزيادة أسعار تذاكر المترو لتزيد من أعبائهم المالية، وللأسف يخرج الوزير في وسائل الإعلام ويصف هذه الزيادة بأنها تصب في مصلحة المواطن وهي الجملة التي كرهها المصريون لكثرة تكرارها من المسئولين بالحكومة عند كل كارثة بزيادة الأسعار ولا يجد المواطنون أي مصلحة تصب فيهم سوى هم بالليل والنهار من زيادة الأعباء وصعوبة المعيشة والدعاء على الحكومة.

لقد فشل وزير النقل في إدارة مرافق هذه الوزارة، حيث لديه الآلاف من المحطات في المترو والسكك الحديدية وأراضٍ كثيرة حول حرم خطوط السكك في جميع المحافظات ولدية ورش وعنابر وهناجر كبيرة جدا معظمها غير مستغل بالكامل، ويستطيع استغلال هذه الإمكانات في استثمارها بفكر بسيط، ولكن للأسف من أين يأتي الفكر لأن القدرات محدودة، ولذا اتجه إلى جيوب الغلابة من المطحونين يوميا ليغطي على خسائر هذه المرافق، وللأسف هناك بعض من الإعلاميين الذين دافعوا بشدة عن هذه الزيادة، ولم لا وهم تصل دخولهم إلى المليون شهريا ولا يشعرون بأنين الشعب المصري ولا صرخاته، والغريب أنه صرح في أحد البرامج بالفضائيات بأنه يعمل متطوعا لخدمة البلد ولا يعرف أن لسان حال الناس الآن بعد الدعاء تقول له: كتر خيرك كفاية تطوع واسترح وأرحنا، فنحن في احتياج إلى محترفين وليس متطوعين لإزاحة الهم والغم من صدورنا بتحسين مستوى المعيشة وتوفير حياة كريمة تليق بالمواطن المصري.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط