خبير آثار يشيد باهتمام خطاب الرئيس السيسى بالثقافة وتأصيل الهوية
أشاد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار بإشارة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته عقب أدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية اليوم إلى الاهتمام بالثقافة والهوية ، لافتا الى انها خطوة مهمة ننتظرها منذ عقود طويلة وهى البداية لتقدم ونمو وسمو أى شعب خاصة لشعب يمتلك أعظم حضارة باقية عرفتها البشرية .
واقترح الدكتور ريحان ، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم مشروعا ثقافيا تتبناه الدولة فى ضوء هذه المعطيات الجديدة يعتمد على خطوات عملية ملموسة لبناء الإنسان أولها إطلاق ثورة كبرى لإصلاح التعليم والثانية تأصيل الهوية بكل أشكالها تعتمد على الاهتمام باللغة العربية فى وقت طغت اللغات الأجنبية عليها تمامًا وإعادة الصالونات الأدبية والندوات الشعرية وتخصيص جوائز كبرى لها .
وأكد أن تأصيل الهوية يجب أن يشمل إحياء وتدريس اللغة القبطية وريثة اللغة المصرية القديمة وإلقاء الضوء على أهميتها إعلاميًا فهى ليست لغة دينية فقط بل هى لغة حضارة وأدب وتمثل جزءا من الهوية المصرية ، كما أكد أهمية إحياء اللغة النوبية والتى كان لها دورً كبيرً فى حرب أكتوبر حيث استخدمت كشفرة مهمة ويجب تدريسها وطباعة القواميس الخاصة بها فهى لسان حال الثقافة النوبية .
واوضح أن الموروثات الشعبية المتفردة فى مصر هى جزء من الهوية ومنها الموروثات الدينية المتعلقة باحتفاليات الحج والعمرة ورحلة العائلة المقدسة وكذلك الحكاوى الشعبية الشهيرة والأكلات والمشروبات التى تشتهر بها مصر والمرتبطة بشهر رمضان وعيد ميلاد السيد المسيح وشم النسيم والمولد النبوى والموسيقى والغناء والرقصات المرتبطة بكل مناطق مصر وهى متميزة ويعرفها العالم بأسره مثل التحطيب والبامبوطية والدبكة السيناوية وغيرها مع الحرص على توثيق وتسجيل هذه الموروثات لتأكيد ملكيتها لمصر وحفظ حقوق ملكية فكرية لها تسثمر ثقافيا و سياحيا .
واضاف أن مصر تتميز بنباتات نادرة وأعشاب طبية تحتاج للتسجيل ومواقع تراثية عديدة ارتبطت بأحداث تاريخية وسياسية واجتماعية مهامة ومنازل وقصور ارتبطت بالزعماء ومواقع خالدة ارتبطت بمعارك حربية ترصد بطولات المصريين فى مقاومة الاحتلال الفرنسى والإنجليزى الى جانب أماكن ارتبطت بعلماء وأدباء مثل منطقة الجمالية التى سجلها ووثقها أديب نوبل فى رواياته ويسأل عنها الأجانب لزيارته فهى جزء أساسى من تاريخ مصر وهويتها .
وبالنسبة للبعد الإقليمى... قال الدكتور عبدالرحيم ريحان إنه يجب تحديد هوية مصر وشخصيتها طبقًا لما ورد فى كتاب شخصية مصر للدكتور جمال حمدان وهى الشخصية الوسطية فهى قلب العالم العربى وواسطة العالم الإسلامى وحجر الزاوية فى العالم الأفريقى فهى أمة وسطا بكل معنى الكلمة فى الموقع والدور الحضارى والتاريخى والسياسة والحرب والنظرة والتفكير وسطا بين خطوط الطول والعرض بين المناطق الطبيعية وأقاليم الإنتاج بين القارات والمحيطات حتى بين الأجناس والسلالات والحضارات والثقافات فهى حلقة الوصل بين المشرق والمغرب.
وأكد انه بناء على هذه المعطيات الداخلية والخارجية لتأصيل الهوية المصرية تتحدد ملامح علاقاتها الثقافية والاقتصادية مع كل دول العالم وقد مثل البعد الأفريقى لمصر مصدر الحياة والماء والسكان والبعد الآسيوى مصدر الدين والحضارة والثقافة وقد كانت مصر قطبا أساسيًا فى حلقات التاريخ بل مثلت طرفا فى قصة التوحيد بفصولها الثلاثة فمواطن الأديان التوحيدية كانت فى سيناء وفلسطين و الحجاز وقد رسمت مثلثًا قاعدته فى سيناء منطلق نبى الله موسى عليه السلام وكانت مصر ملجأً لنبى الله عيسى عليه السلام وملاذًا لخير البشرية محمد عليه الصلاة والسلام .
ولفت الى ان البحر المتوسط يعتبر حلقة وصل فى شخصية مصر جسدتها علاقاتها القديمة الحضارية والتجارية بكريت المينوية ثم باليونان وروما ، وفى العصر الإسلامى أصبح للبحر المتوسط دور حيوي فى كيان النشاط التجارى بمصر وارتبطت مدن كالإسكندرية ودمياط مع البندقية وجنوة وبيزا بعلاقات تجارية وامتد بينهم جسرًا بحريًا .