قصة سيدنا أيوب .. دروس في الصبر على الابتلاء

ذكر الله في كتابه العزيز العديد من قصص الأنبياء عليهم السلام، لتكون لنا عبرة نأخذ منها دروسا تقوي إيماننا وتهدينا إلى الصراط المستقيم.
قصة النبي أيوب عليه السلام، ومدى صبره على ما ابتلاه رب العالمين من بلاء المرض لمدة 18 عامًا، دروس وعبر كثيرة، فهي تعتبر من أفضل القصص في جمال الصبر وثوابه عند الله.
نسب سيدنا أيوب عليه السلام :
يعود نسب سيدنا أيوب عليه السلام إلى سيدنا إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وذلك كما ورد في قوله تعالى ” وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿84﴾ ” سورة الأنعام.
القصة :
النبي أيوب عليه السلام هو أحد أنبياء الله تعالى والذي ورد اسمه في أربعة مواضع في القرآن الكريم، وقد ضرب الله به المثل بالصبر، فامتحنه في بدنه وأهله وماله إلا أنه صبر في ذلك كله صبرًا جميلًا، فوهب الله بذلك العافية والأهل والمال وأثنى عليه ثناءً كبيرا.
لقد أنعم الله على عبده أيوب بالمال والصحة والأولاد والزوج الصالح فأراد المولى أن يختبر صبر عبده الصالح وابتلاه الله بتلك جميعها فأمات أبناءه جميعهم وأذهب ماله، وخارت قواه وأصابته الأمراض الكثيرة حتى جلس حبيسَ الفراش ثمانية عشر عامًا، فأكل المرض كل ما في جسمه سوى قلبه ولسانه، إذ كان يدعو الله ليل نهار: "اللهم ابتليني بجسدي ولا تجعل البلاء يصيب لساني، حتى أظل أقول لا إله إلا الله".
وطال المرض بأيوب واشتد به الأمر، وفي غمرة بلائه وكربه كان إبليس يأتيه ويوسوس له: لو كنت نبيًا حقًا أكان ربك يبتليك بهذا البلاء فكان يرد أيوب: "والله يا إبليس لو علمتَ النعمة التي أنعم الله بها على لحسدتني عليها" وهنا قصد الرضا بقضاء الله عز وجل.
وبعد أن صبر أيوب عليه السلام على الابتلاء وعندما دعا الله عز وجل كشف الله عنه البلاء، وشفاه من جميع أمراضه وأعاده طبيعيًا حتى أن زوجته عندما رأته لم تعرفه في البداية، كما أعاد الله لزوجته الشباب إكرامًا لها على إيمانها وعلى صبرها على ابتلاء زوجها، ورزقهم ستة وعشرين من الأولاد إناثًا وذكورًا، وهناك من يقول إنهم كانوا من الذكور فقط.
موت أيوب عليه الصلاة والسلام
عاش أيوب عليه الصلاة والسلام بعد رفع الضر والمصائب عنه مُسَارعًا في طاعة الله لا تغرّه الحياة الدنيا وزهرتها يؤدي ما فرض الله عليه ويدعو إلى دين الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له، ويستعمل ما رزقه الله من أموال كثيرة في طاعة الله، إلى أن توفاه الله وهو عنه راضٍ، وقيل إنه لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة، وقيل أكثر من ذلك.