حكايتي عن بهية المصرية التي تعاني هجران الأب، سواء كان هجرا كاملا أو حتى هجرا نفسيا مع بقاء الأب جسديا مع أولاده.
مسلسل "بالحجم العائلي" للرائع يحيى الفخراني - هذا الفنان الذي يعد حالة خاصة من الإبداع والفن والتي وضعتني في حالة من التوهج والسعادة، ونقلتني لإحساس عالٍ من الاستمتاع – تعرض لهذه المشكلة بتفاصيلها، الأب الذي يهجر زوجته وأولاده لسبب أو آخر ويتركهم تماما وتصبح علاقته بهم منتهية إلا في أضيق الحدود.
في الحقيقة فكرة هجران الأب لأولاده وترك المسئولية كاملة للأم أصبحت كارثة من الكوارث، فعندما خلق الله الحياة الزوجية جعلها مشتركة بين الأب والأم لكل منهما دور في تربية أبنائه، ولكن عندما يترك الأب دوره لزوجته بالطبع يحدث خلل لدي هذه الزوجة وأولادها.
والأسئلة التي نطرحها؛ هل هذا الأب الذي ترك زوجته وأولاده يتخبطون في معركة الحياة له حق على أولاده؟ وهل يحق له بعد تركهم سنوات وسنوات يواجهون المشاكل والصعاب مع أمهم أن يرجع ويطلب ودهم ويرجع للمعيشة معهم وإصلاح ما أفسده قبل ذلك؟
أعتقد أنه على الآباء أن يتقوا الله في أولادهم وألا يتركوهم عبئا على أمهاتهم ثم يأتون بعد مرور الزمن يطلبون حبهم ويحاولون وصل الود وأصلاح مشاكلهم، وعلى هذا الأب معرفة أنه منذ أنجب طفلا أصبح مسئولا عنه مسئولية كاملة أمام الله وأمام المجتمع وأمام نفسه وضميره، فالأبوة ليست بالخلفة فقط.
وهذه المسئولية تحتم عليه أن يربي ابنه تربية صالحة يصادقه، يشاركه همومه وأفراحه ويتحمل مسئوليته النفسية والاجتماعية والمادية ويعرفه أمور حياته، فكما أن للوالد حقا على ولده، فإن للولد حقا على والده، فنجد بعض الآباء لا يهتمون بأبنائهم ولا يتفاعلون معهم ويهجرونهم نهائيا ويتركونهم ويذهبون ويجدون لذاتهم المبررات لذلك أو يهجرونهم نفسيا وهم يعيشون معهم في المنزل ولا يعرفون عنهم شيئا، ولا حتى كيف يعيشون، ويجدون لنفسهم أيضا المبررات حتى يريحوا ضميرهم.