الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انعدام الذوق العام والتلوث البصرى


قضيه الذوق العام والتلوث الأخلاقى والتلوث البصرى ، من القضايا الهامه التى يقاس بها مدى رقى الشعوب وتقدمها ، أحيانا كثيره وخاصة فى ظل الظروف الاقتصاديه الطاحنه التى تمر بها بلادنا ، قد يعتبرها البعض من القضايا التى تخص المرفهين أو ليست بمشكله على الإطلاق أو قضايا تخص الطبقه المرفهه التى لا تعانى من المشاكل التى يعانى منها المواطن البسيط.

على الرغم من أن العديد من المواطنين يتغنون بالماضى الجميل ، ويتذكرون منظر شوارع القاهره النظيفه ومنظر المبانى والفخامه فى التصميم ، وشكل الحدائق ، ومنظر النيل الخلاب ، وعربات رش المياه التى تجوب شوارع القاهره وحتى الأزقه ترش المياه بالليل للحد من الأمراض وحفاظا على جمال الشوارع ونظافتها ، ونتذكر منظر الريف الجميل والخضره الكثيفه ، وجداول المياه والترع النظيفه ، وامتداد الأراضى الزراعيه.

كما يذكرنا أرشيف السينما المصريه ، بشكل الحياه المصريه من حيث الشكل والمضمون السلوكى ، فنجد على سبيل المثال ، عسكرى الدرك وإنضباط الحاره المصريه والإلتزام فى تطبيق القانون ،ونجد الكوموسطبل أو رجل المرور ومراقبته للمخالفين على الطرق ، ونجد كشك المرور المرتفع فى وسط الميادين يقف عليه رجل المرور بالملابس العسكريه ينظم المرور فى هيبه وأنضباط ، ونجد واجهات المحلات جميعها بشكل موحد وملتزمه بالحدود القياسيه للواجهات من حيث اللفتات المعلقه على المحل أو مايعرف بالبروز ، 

ونجد واجهات العمائر كلها نفس اللون وفى تساوى منضبط يدل على احترام القواعد العامه للبناء ، وإرتفاع العمائر كلها بإرتفاع محدد حسب طبيعة المنطقه ووفقا للشروط والسلامه والأمان حفاظا على أرواح السكان ، المبانى مبنيه على أسسس بناء سليمه وبمواصفات قياسيه منضبطه.

نشاهد أيضا حسن الأخلاق فى التعامل والسلوكيات ولغة الحوار الراقى ، لانجد إسفاف أو كلمات خارجه أو عبارات تخدش الحياء العام لجمهور المشاهدين بل كانت تعكس لغة الحوار بين أفراد الشعب فى تلك الحقبه من الزمن الجميل ، كنا نرى الملابس والزى الخاص بالطبقه الراقيه وطبقة الموظفين وجمال الهندام وتناسق الألوان ، وشياكه الموديلات ، وأيضا كنا نشاهد جمال ملابس أولاد البلد والزى الخاص بهم من جلباب والملايه اللف وشياكه المفروشات داخل المنازل والاهتمام بقصاصات الزرع فى البلكونات ، كان عصرا خاليا من العشوائيه سواء فى المبانى أو فى السلوكيات أو ضمائر الناس فى تلك الحقبه من الزمن المصرى.
 
والآن كلنا نعلم ، بل أصبحت الشكوى الأساسيه لغالبيتنا هى التلوث التلوث الأخلاقى والتلوث البصرى والعشوائيه ، أصبح التلوث يلاحقنا فى كل مكان وزمان ، تلوث بصرى أصبح لدينا ما يعرف بالنمذجه أو الإعتياد على التلوث البصرى فى شكل المبانى والألوان الخاصه بها واللفتات التى توضع فوق المحلات التجاريه وشكل المبانى بالمناطق العشوائيه على طول الطرق الرئيسيه بالمدينه ، 

أصبحت الكلمات الخارجه هى المسيطره على لغة الحديث فيما بيننا ، أصبح الإعلام يصدر لنا أقبح ما فى المجتمع ويعرضه علينا بشكل مستمر حتى ترسخ فى وجداننا القبح والإنحطاط الأخلاقى ، أصبحت العشوائيه تلاحقنا فى كل شئ فى بيوتنا وفى الشارع وفى العمل حتى فى ساعات الترفيه كلما حدثت.

وهنا أوجه رسالتى الى المجلس القومى للأخلاق ، والمجلس القومى للتنسيق الحضارى ، ووزارة التخطيط ، والتربيه والتعليم ، ووزارة الثقافه ، ووزارة الاعلام وغيرها من الجهات والوزارات التى أنشات خصيصا للإهتمام بالمواطن وشؤن المواطن ورفاهية المواطن ، أن تفكر جديا خاصة فى تلك الحقبه الزمنيه التى تمر بها البلد من رغبة جديه لتطوير البلد، أن تهتم تلك الجهات المعنيه بشئون المواطن وسلوكياته وأن تتخذ الإجراءات الفوريه والعاجله ، لتحسين جودة حياه المواطن للتخفيف من بعض معناته ومن الضغوط الواقعه عليه ، لضمان الإرتقاء بأسلوب حياه جيد يليق بالشعب المصرى ، وللحديث بقيه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط