قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سيناء تنتصر على الإرهاب.. صدى البلد يرصد عودة الحياة لطبيعتها في مدن شمال سيناء.. المواطنون يتحركون دون خوف أو تضييق أمني.. الأهالي: نقف مع مصر ونتمنى الإسراع في عملية التنمية.. صور

صورة لعودة الحياة إلي مدينة العريش
صورة لعودة الحياة إلي مدينة العريش

  • عودة الحياة لطبيعتها في شمال سيناء:
  • رواج على المحلات والأسواق التجارية من قبل المواطنين
  • عشرات الأسر من أهالي شمال سيناء يتنزهون يوميا على البحر
  • انتشار الشباب والأسر على المقاهي والقاعات الترفيهية بصورة يومية
  • انتشار أمني مكثف داخل المدينة وتوافر السلع الأساسية والمحروقات

5 سنوات، ولاتزال سيناء صامدة ضد كل ما يُحاك ضدها، من تآمر وتخطيط وافتعال للمشاكل والأزمات، وأخيرًا وليس آخرًا، محاولة فصلها عن وطنها الأم مصر، وذلك عن طريق «زرع» عناصر تكفيرية وإرهابية داخل أرض الفيروز، ومحاولة إظهار العالم أن مصر غير قادرة على حماية سيناء أو تنميتها، لكن كان للدولة المصرية وشعبها الآبي رأي آخر غير ذلك.

تتميز سيناء بمكانتها الجغرافية وتاريخها الواسع، فلقد ضحى من أجلها آلاف المصريين لكي يحافظوا على أغلى بقعة في الوطن، والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي الآن البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية وجبالها الشامخة وشواطئها الساحرة ووديانها الخضراء وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها، وفي باطن أرضها من «نفط ومعادن»، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.

وبعد نجاح ثورة 30 يونيو، ظهر واضحا مدى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، ومن ضمن هذه التحديات تحديات الإرهاب، وترابطها مع الأحداث والصراعات الموجودة بمنطقة الشرق الأوسط، وقد وضعت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة بعد ثورة 30 يونيو خطة من أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب وكان للجيش المصري بتماسكه وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ علي بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث.

9 فبراير.. انطلاق العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»
في التاسع من شهر فبراير من عام 2018، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة البيان الأول الخاص بالعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، والتي تهدف لتطهير سيناء من جميع البؤر الإرهابية والتكفيرية والتنظيمات المسلحة والبدء في عملية تنمية شاملة.

وبعد ما يقرب من 6 أشهر منذ انطلاق العملية العسكرية الشاملة، ذهبنا إلى شمال سيناء للوقوف على ما تحقق من نتائج على أرض الواقع، سواء كانت «أمنية أو تنموية»، ذهبنا لنستمع إلى أهالي سيناء، نستمع إلى أمانيهم وطموحاتهم، إلى مطالبهم وشكواهم، نستمع إلى أبطال ظلوا صامدين لمدة أكثر من 5 أعوام أمام كل المخططات التي كانت تحُاك ضدهم.

التحرك إلى شمال سيناء
عقارب الساعة كانت تُشير إلى الرابعة فجرًا، استقللت السيارة متوجهًا إلى شمال سيناء صباحا، وعند «كوبري السلام»، كان نور الله ساطعًا على الأرض المباركة، سيناء، - أرض الفيروز- ، وعند عبورنا من الضفة الغربية للضفة الشرقية للقناة، ولمست أرجُلنا أرض سيناء، قراءةُ الفاتحة على كل من استشهد لكي يحافظ علي تلك الأرض العزيزة على كل مصري.

مررنا في الطريق الدولي الساحلي لكي نصل لمدينة العريش، توقفنا في مدينة بئر العبد، ملامح المدينة قد تغيرت، بنية تحتية مختلفة، انتشار لبعض المجمعات الصناعية الجديدة، انتشار أمني مكثق وارتكازات أمنية على طول الطريق ، كل الدلائل تشير إلى تغير أفضل.

واستكملنا طريقنا إلى مدينة العريش، وعند اقترابنا من المدينة ظهر البحر الخاص بها، وصحراء شاسعة متروكة بلا تنمية، نظرت إليها حتى دخولنا مدينة العريش رأيت جميع مقاومات المستقبل، رأيتُ كيف يمكن لشعب أن يقوم بملحمة وطنية على تلك الأرض العزيزة على قلوب المصريين، توقفت للحظة أخرى وقلت: «الآن علمت لم تم تشييد الأنفاق الجديدة أسفل قناة السويس، ولم تم عمل سحارة سرابيوم وبناء مصانع وصوب زراعية وإسكان وبنية أساسية وخدمات أخرى في الثلاث سنوات الماضية».

العريش.. مدينة الصمود والتحدي

عند دخول مدينة العريش قلتُ لنفسي إنني سأرى «مدينة أشباح» لا يوجد بها بشر ولا حياة، توجد بها آليات عسكرية وقوات أمن وعمليات ضد العناصر الإرهابية والتكفيرية، لكنني فوجئت بعكس ذلك! فور دخول مجينة العريش، رأيت المحلات المتنوعة مفتوحة وأمامها المواطنون، رأيت المقاهي وعليها يجلس الشباب وكبار السن والأسر السيناوية، رأيت مجموعات كبيرة من السيدات يتجولون داخل المدينة بمفردهم دون خوف.

وبعد مرور جزء من الطريق، قلت يمكن أن ذلك يحدث لأننا كنا في أول المدينة، لكنني فوجئت للمرة الثانية بأنني في قلب مدينة العريش، رأيت الكثير من الأهالي يتجولون بصورة طبيعة جدا داخل الشوارع، هؤلاء يذهبون للأسواق التجارية وآخرون يذهبون للمُجمعات الترفيهية ورجال عائدين إلي منازلهم بعض انتهاء عملهم.

وكانت المفاجأة الكبرى الذي لم أكن أتوقعها على الإطلاق، هي تواجد عشرات الأسر ومن أهالي شمال سيناء على البحر الخاص بمدينة العريش، يمارسون حريته دون قيود أو شروط، ظللت لحظات كثيرة لكي أستوعب ما رأيته، لكننى تأكدت أن العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 نجحت في تحقيق هدفها، وهي تحقيق الأمن والاستقرار والمساهمة في بناء عملية التنمية الشاملة.

تجول «صدى البلد» أكثر داخل المدينة، ذهبنا للأسواق، لكي نقف على حالة البيع والشراء، وتوفير السلع ومتطلبات أهالي سيناء، رأينا ازدحاما وتحركًا كبيرًا، يعطي دلالة على أن أهالي سيناء هم حقا أهل الصمود والتحدي، ونتيجة صبرهم ذلك، أصبح الوضع حاليًا مختلفا عما كان منذ 5 سنوات.

رأينا حالة رواج للحركة في وسط المدينة، حيث يعرض عدد كبير من التجار بضاعتهم، التي تنوعت بين الأدوات المنزلية البلاستيكية، والملابس، والخضراوات والفاكهة والمواد الغذائية، ورأينا رواجا على مطاعم الأسماك والأفران والمكتبات والمحلات الخاصة بالمهن والحرف المختلفة.

أهالي شمال سيناء يتحدثون لـ «صدى البلد»
تحدث العديد من أهالي شمال سيناء لـ «صدى البلد»، حيث يقول «محمود»، مالك أحد المحلات في منطقة السوق الخاصة بالمواد الغذائية بمنطقة السوق، إنه عند انطلاق العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، عزف الكثير من الأهالي عن الشراء أو التجول داخل المحلات في مدينة العريش، لكن مع عوة الاستقرار إلى المحافظة مرة أخرى، كشف أن هناك حركة كبيرة في البيع والشراء تشهدها المحافظة، وذلك بفضل جهود قوات الأمن في إعادة الاستقرار والأمن مرة أخرى للمحافظة.

فيما قال «أيمن» إن السلع الأساسية والاحتيجات المعيشية للمواطنين متواجدة وبصورة طبيعية، كما أنه لو تمت المقارنة بين الوضع الحالي وبين الوضع في بداية انطلاق العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، نرى أن الوضع اختلف بنسبة 180 درجة، كما أن الأسر حاليا تقوم بالتحرك في الشوارع والمتنزهات بصورة طبيعية جدا دون قيود أو شروط أو خوف من الحالة الأمنية.

وفي ذات السياق، أكد «محمد» أن حركة الدخول من وإلى العريش أصبحت أكثر سهولة عن ذي قبل، حيث تمت إتاحة الخروج والدخول إلى شمال سيناء 3 مرات أسبوعيا دون تنسيق أمني مسبق، وفي باقي أيام الأسبوع، يتم التنسيق مع الأجهزة المعنية ويتم السفر بعدها، كما أن الحالات الحرجة وكبار السن لهم أولوية في الحركة والتنقل.

وكشفت «زينب» أنها حاليا تذهب هي وأسرتها للبحر كل فترة وذلك للتنزه، وتقوم بذلك هي وعشرات الأسر في شمال سيناء دون خوف، لأن القوات المسلحة والشرطة نجحت في إعادة الاستقرار والأمن مرة أخرى إلى مدن شمال سيناء.