الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القلة المصلحة أم الكثرة المقاومة للتغيير؟


لكل عصر مصلحوه وبناؤوه وهؤلاء هم من يقومون بإحداث التغيير والإصلاح الحقيقي.

والتغيير دائما ما يلقي مقاومة فالإنسان من العوام عدو ما يجهل...

وهناك قاعدة أثبتها التاريخ وهي أن صناع التغيير عادة هم القلة وأعداء التغيير عادة هم الكثرة وهذا ليس بالأمر الحديث .. فيحدثنا القرآن كثيرًا وفي مواضع متعددة عن القلة والكثرة ولا تجد في موضع واحد ما يصرح بأن الكثرة تصنع تغييرا..

وإلى ذلك أشار القرآن فقال الحق جل وعلا:
1- (( وَأَكثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ ))
2- (( وَأَكثَرُهُم لاَ يَعقِلُونَ ))
3- (( وَأَكثَرُهُمُ الكَافِرُونَ. ))
4- (( وَأَكثَرُهُم لِلحَقِّ كَارِهُونَ ))
5- (( وَأَكثَرُهُم كَاذِبُونَ ))
6- (( بَل أَكثَرُهُم لاَ يُؤمِنُونَ ))
7- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ ))
8- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم يَجهَلُونَ ))
9- (( وَلاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ ))
10- (( وَمَا يَتَّبِعُ أَكثَرُهُم إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغنِي مِنَ الحَقِّ شَيئًا ))
11- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَشكُرُونَ ))
12- (( وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشرِكُونَ ))
13- (( أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلَّا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلًا ))
14- (( وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ ))
15- (( فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لَا يَسمَعُونَ ))
16- (( وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِن هُم إِلاَّ يَخرُصُونَ ))
17- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤمِنُونَ ))
18- (( وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ ))
19- (( فَأَبَى أَكثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا ))

بينما نجد القرآن يمدح القلة ويقول تعالى:
1- (( وَقَلِيلٌ مِّن عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))
2- (( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وقليل ما هم ))
3- (( وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ ))
4- (( لأصحاب اليَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ ))
5- (( مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنهُم وَلَو أَنَّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيرًا لَّهُم وَأَشَدَّ تَثبِيتًا ))
6- (( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ))

ولم يشهد التاريخ أن رسولا أو مصلحا وجد الأمر سهلًا يسيرًا.. بل ذاق من العذاب أمره ...

ولعل النهضة التي حققتها الصين تدعم ما نقول، فنجاح التجربة الصينية لم يكن بتوافق جمعي بل كان على أيدي القلة.

ففي عام 1978، وبعد تولي "دينج هسياو ينج" الأب الروحي للنهضة الحديثة في الصين طلبَ من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم الموافقة على التعاقد مع خبير تنمية إدارية واقتصادية عالمي للنهوض بالواقع الاقتصادي المتردي للصين الشعبية، وبعد رفض طلبه سبع مرات "لم يكل أو يمل" حتى في المرة الثامنة أقنعهم بفكرته ووافقت اللجنة.

وخاطب "دينج هسياو ينج" شخصيًا عمادة كلية الإدارة والاقتصاد والسياسة في جامعة أكسفورد البريطانية وأبلغهم عن رغبة الصين بالتعاقد مع بروفيسور متخصص بالتنمية الاقتصادية والإدارية للعمل مع الحكومة الصينية بصفة مستشار أول ويُدفع له خمسة أضعاف راتبه الحالي مع امتيازات إضافية أخرى كتذاكر السفر المجانية ثلاث مرات بالسنة وعطلة 60 يوما في السنة مدفوعة الثمن.

رفضت جامعة أكسفورد طلب "دينج هسياو ينج" لكنه لم ييأس وعاودَ الكَرَةَ ثانيةً وعرض عليهم أن يدفع للكلية رواتب الأستاذ للسنة الماضية كلها ووافقت العمادة على ذلك وعملت إعلان ووضعته في لوحة إعلانات الجامعة وتقدم البروفيسور، العراقي الأصل إلياس كوركيس ووافق على العرض وذهب للصين وأمرَ "دينج هسياو ينج" وزراء الحكومة الصينية بتنفيذ ما يطلبهُ منهم الخبير كوركيس.

وبحسب دراسة جامعة أكسفورد البريطانية, فإن "التنمية الاقتصادية الصينية هي الأولى في العالم حاليا والفضل يعود للأستاذ السابق فيها البروفيسور العراقي الأصل إلياس كوركيس".

بقي أن تسأل نفسك مع من أنا؟؟

القلة المصلحة أم الكثرة المقاومة للتغيير؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط