أتمنى أن يستجيب سيادة الرئيس

نظرا للحالة التي تعاني منها المحافظات من سلبيات ومعوقات وسوء الخدمات المقدمة للمواطنين ومعاناتهم اليومية مما يواجهونه من مشاكل لأن المسئولين في المحافظة وطبعا على رأسهم المحافظ لا يراعون الأمانة التي أوكلت إليهم بحل مشاكل أبناء محافظتهم وتيسير الحياة عليهم والاكتفاء بالجلوس في مكاتبهم المكيفة ولا يتحركون إلا عندما يزورهم مسئول أعلى منهم، أقترح على الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعلن عن برنامج باسم زيارات السيد الرئيس، وذلك بعد إعلان حركة المحافظين المرتقبة، بأن يعلن أنه سوف يقوم بزيارة مفاجئة كل 3 أشهر لمحافظة معينة ولا يعلن عن اسمها ويمكث فيها أسبوعا ويعقد فيها كل اجتماعاته ويتفقد خلالها معظم المراكز والقرى ويطلع علي مشاكلها على الطبيعة.
ذلك الاقتراح بهدف قيام كل محافظ ببذل أقصى الجهد لتنظيف محافظته من تلال القمامة التي تزكم الأنوف، وإصلاح وتجميل ورصف الشوارع المكسرة، وإضاءة أعمدة الكهرباء التالفة من سنوات، وحل مشاكل الصرف الصحي التي أصبحت بحيرات في معظم الأحياء، وإعادة مياه الشرب إلى مجاريها التي تنقطع بالساعات، وقيام المحافظ بالتواصل مع أبناء محافظته الذين دائما لا يعرفونه ولا يعرفهم، كما أقترح أن يتم الإعلان سنويا عن أفضل محافظ وتكريمه الذي أوجد حلولا مبتكرة للمشاكل في محافظته في ظل الموارد المتاحة من خلال التفكير خارج الصندوق ولمس المواطنين تحسنا في الخدمات المقدمة لهم.
بلا شك أن ذلك سوف يجعل كل محافظ يترقب زيارة الرئيس لمحافظته، ما يشحذ همته الخاملة منذ تعيينه ويحرك تنابلة السلطان لديه النائمة في العسل من أجهزته من المحليات ورؤساء المدن وعمد القرى، للعمل بكل همة ونشاط كل في موقعه لحل المشاكل لديه والتواصل مع أبناء بلدته لمعرفة ما يواجهونه من متاعب المعيشة التي تكدر حياتهم اليومية سواء في المواصلات لاستغلال السائقين بزيادة الأجرة عن المقرر لها رسميا أو صعوبة الحصول على أنبوبة بوتاجاز بالسعر المحدد أو الإتاوات أو الرشاوى التي تفرض عليهم عند إنهاء أي معاملات مع أجهزة المحليات وما في شاكلتها، وغيرها من المعوقات التي تنكد على المواطن المصري حياته اليومية.
وأتمنى أن يستجيب سيادة الرئيس لهذا الاقتراح بعد دراسته وتنفيذه بالكيفية التي يراها حسب ظروف مقتضياته، وواثق أن المحافظات سوف تكون في أبهى صورة أو على أقل تقدير سوف تحل نحو 90% من مشاكلها، والدليل ما حدث في محافظة الجيزة عندما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور المؤتمر السادس للشباب بجامعة القاهرة، حيث انتبه وتذكر اللواء كمال الدالي أنه محافظ للجيزة، وقام على الفور بتنظيف وتجميل منطقة جامعة القاهرة وما يحيط بها من شوارع حتى مطلع كوبري أكتوبر، وهي خط سير الرئيس في الذهاب والعودة حتى أصبحت تضاهي المناطق الأوروبية في جمالها ورونقها ومستحيل أن تجد ورقة أو عقب سيجارة ملقاة على الأرض وكانت الإعلام المزركشة ترفرف على الأعمدة التي تم دهانها وإنارتها ليلا، ولكن للأسف استمر المؤتمر يومين فقط، وعادة هذه المنطقة إلى سمات وأحضان محافظة الجيزة من إهمال، وعاد محافظ الجيزة إلى كهفه المسحور، أقصد مكتبه مرة أخرى الذي لا يبارحه.