تاريخ طويل من تقديم الخدمات الإنسانية قدمتها ومازالت تقدمها سواعد المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر المصري، "صدى البلد" تستعرض تاريخ الهلال الأحمر ونشأته من خلال معلومات وصور نادرة حصلنا عليها من المركز الإعلامي للهلال الأحمر.
كانت البذرة الأولى لتأسيس جمعية الهلال الأحمر فيشهر أبريل عام 1898، عندما خرجت حملة لاستعادة السودان إلى السيادة المصرية بعد انفصاله عنها؛ الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى ومشوهي الحرب؛ لهذا تحرك المصريون وعلى رأسهم الشيخ " محمد عبده " تجاه العمل الإنساني، وقام بتأليف لجنة خاصة أخذت على عاتقها فتح اكتتاب عام لمساعدة جرحى الجيش وعائلات قتلاهم.
ودعمت بعض الصحف هذه الفكرة الإنسانية وعملت على حث المصريين على مساندتها والتبرع لها لتأليف جمعية أهلية للهلال الأحمر المصري.
ونجحت الجمعية الوليدة في حصر الأسر المتضررة من الحرب وتقديم يد العون والرعاية للأيتام والأرامل إلا أنها لم تمكث طويلًا؛ وذلك بسبب قلة الأموال والإحجام عن التبرع حتى اختفت من الساحة الإنسانية.
بعد مرور ثلاثة عشر عامًا كاملة وبالتحديد في أكتوبر عام 1911 عاد الهلال الأحمر على يد الصحفي المعروف الشيخ على يوسف صاحب جريدة "المؤيد" ورئيس حزب"الإصلاح"، برعاية واضحة من خديوي مصر عباس حلمي الثاني وأمراء الأسرة الحاكمة.
واعترفت الحكومة المصرية رسميًا بالهلال الأحمر عام 1923 تلاها اعتراف اللجنة الدولية، وفي عام 1929 انضمت الجمعية إلى الرابطة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وهو ما يعرف حاليًا بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وكانت أولى المهام الإنسانية التي نفذتها الجمعية بإرسال أولى بعثاتها الطبية إلى ليبيا على ظهور الجمال لتقطع آلاف الأميال عبر الصحراء الغربية، وتلتها بعد ذلك ثلاث بعثات أخرى برفقة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأرسل الشيخ على يوسف باحتجاج رسمي الى دول العالم لمنع ايطاليا سفر هذه البعثات الطبية بحرًا إلى طرابلس.
في عام 1912 تنازل الشيخ علي يوسف عن رئاسةالجمعية إلى الأمير محمد على توفيق باشا شقيق خديوي مصر، لاحتياجها إلى من هم أعلى شأنًا وأوسع نفوذًا، وجاء دورها مميزًا بعد نشوب حرب البلقان الأولى في شرق أوروباوقامت الجمعية بإرسال سبع بعثات طبية كاملة منها ثلاثة إلى الاستبانة والباقية إلى منطقة البلقان.
تلتزم الجمعية في عملها باتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها بالإضافة إلى المبادئ السبعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وهي الإنسانية، وعدم التحيز، والحياد، والاستقلال، والخدمة التطوعية، والوحدة، والعالمية.
ولجمعية الهلال الأحمر عدة أهداف منها تقديمخدمات الإغاثة ومواجهة حالات الطوارئ، العمل على الحد من مخاطر الكوارث كمنظمة مساعدة للجهات الحكومية، ودمج فئات المجتمع وخاصة الشباب في العمل التطوعيلخدمة المجتمع، وأيضًا نشر الوعي الصحيوتشجيع التبرع بالدم.
تغطي فروع الهلال الأحمر المصري جميع محافظات الجمهورية، إذ يمتلك الهلال 27 فرعًا، ولا يقدم خدماتهوفقًا لأي اعتبارات سياسية أو عرقية أو دينية أو جنسية، وتعتبر التبرعات هي مصدرتمويله الأول إضافة إلى الدعم المقدم من الشراكات الدولية.
تضم برامج نشاط الهلال الأحمر المصري عدة فرق هي: "فريق الإسعافات الأولية" وتتولى تدريب المواطنين على مبادئ الإسعافات الأولية قبل وصول الإسعاف، والتعامل مع الحالات الطارئة بطريقة صحيحة وتجنب المضاعفات.
وتضم أيضًا فرق التدخل أثناء الطوارئ وعددها 150 فرقة موزعة على 26 محافظة، إضافة إلى تقديم الخِدمات الصحية الثابتة من خلال 6 مستشفيات و40 عيادة صحية أولية وتخصصية بالقاهرة والفروع، و8 مراكز غسيل كلوي و10 مراكز علاج طبيعي، فضلَا عن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الكوارث وحالات الطوارئ وايضا يقوم بتقديم الدعم النفسي الاجتماعي للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع حيث يتم تقديم الخدمة لمرضى الأورام واللاجئين والمهاجرين والأطفال المحتجزين في دور الرعاية والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.