العام الهجري الجديد .. التضحية قيمة كبيرة فعلها الصحابة في الهجرة النبوية

العام الهجري الجديد 1440هـ، يبدأ العام الهجري بـشهر المُحَرَّم، وثبت في السنة النبوية أن الرسول الكريم أوصى بالصيام في هذا الشهر، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ».
وقالت لجنة التوى بمجمع البحوث الإسلامية، إنه إذا تأملنا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم فسنجد أن كلها تضحيات كبيرة من أجل الله عز وجل بداية من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم ووصفهم الله عز وجل بالصدق، ونهاية بموقف الأنصار الذين استقبلوهم وضحوا بكل ما يملكون في مواساتهم ونصرتهم.
واستدلت بما روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: خَرَجَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ، وَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَكُمْ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ مِنْهُ فِي يَدِي شَيْءٌ، فَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ مَالِي دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَى مَالِكَ وَنُخْلِي عَنْكَ. فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، فَدَلَّهُمْ وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى الله عليه وسلم: «رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ».