الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عنف الآباء


حكايتي عن بهية المصرية وزوجها اللذين لا يجيدان فن التعامل مع أبنائهما ويمارسان العنف ويستخدمان العقوبة معهم بعيدا عن الضوابط الشرعية والنصائح التربوية.

دارت هذه القضية بذهني لكثرة حوادث تعدي الأبوين علي أبنائهما .. فهذا الأب الأستاذ الجامعي يضرب ابناءه بسير الغسالة المربوط في مفك بعدما أبلغته زوجته وأم أولاده اختفاء النقود من دولابها فيموت أحد أبنائهم الثلاثة ثم يأخذه الأب ويلقي به في الشارع وكأنه لا يعرف عنه شيئا ، ويأتي إخوته ويعترفون على أبيهم ويحكون تفاصيل ما فعله بهم وبأجسادهم من إيذاء جسدي غير محتمل.. وهذا أب آخر ربط ابنه الرضيع في المروحة لبكائه المستمر حتي توفي الطفل وجسمه مليء بالجروح والكدمات .

في الحقيقة هذه النوعية من الآباء والأمهات في الغالب غير أسوياء نفسيا فهم اناس تخلوا عن إنسانيتهم واستخدموا حقهم في تربية أبنائهم بشكل خاطئ.

وللأسف الكثير من الآباء والأمهات يسيئون استخدام الثواب والعقاب في تربية أبنائهم فبعضهم يضرب أبناءه علي الوجه والرأس أو يستخدم الحزام والأسلاك والعصا للعقاب .

وما يحدث أحيانا أن الأبناء قد يقترفون فعلا سلوكيات غير مناسبة أو يقومون بالتقصير في أداء واجباتهم المدرسية أو يقدمون حتى على عمل مشين ، بل قد يكررون السلوكيات الخاطئة رغم تحذيرهم من تكرارها فيفقد أحد الأبوين أعصابه ويتعامل مع هذا الخطأ بخطأ أبشع ويعالج المشكلة بمشكلة أكبر.

ويلجأ الآباء والأمهات الي الضرب أحيانا كنوع من العقاب لأبنائهم معتقدين أن التأديب الجسدي هو الرادع الوحيد للطفل عن السلوك الخاطئ الذي يرتكبه وبالقطع هذا فكر خاطئ.

الفكرة ان تعرض الأطفال للإيذاء البدني له تأثير نفسي عليهم وقد يؤثر علي توافقهم العاطفي والاجتماعي والسلوكي وبالطبع هذه التأثيرات قد تكون قصيرة أو طويلة الأجل حسب شدة الايذاء وتكراره .

علينا جميعا أن نقترب من أبنائنا .. نحبهم نتعرف علي مشاكلهم .. نتحدث لغتهم .. نلعب معهم ..نشاركهم همومهم.. نلتمس لهم الأعذار اذا أخطأوا .. نتعامل معهم كما هم بإمكانياتهم وقدراتهم كما هي .. فليس من المفروض أن يجسد الابن حلم أبويه ويفعل ما كانا يريدان تحقيقه لنفسيهما .. ونحاول أن نجعلهم يقتربون أكثر من الله ويتعرفون على تعاليم الكتب السماوية التي تدعو الى العدل والحق والخير.

وأخيرا علينا أن نقرأ عن أساليب التربية ونستمع الي المتخصصين ونلجأ اليهم عند وجود أي مشكلة تقابل أبناءنا.
أولادنا أمانة وضعها الله في أعناقنا فلنتق الله فيهم ونسعي الى أن نعلمهم طاعة الله بممارسة الأخلاق السوية وأتذكر قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط