الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوزيرة التي أنصفت العربية !!


في الحقيقة أبهرني أسلوبها في الأداء وهي معتلية منصة الأمم المتحدة لتلقي كلمتها باللغة العربية، بل أصرت أن تشرح لماذا اختارت أن تتحدث العربية وقالت إنها ضمن 6 لغات يهتم العالم بها وتدَّرَس في كبريات الجامعات الأوروبية والعالمية.

أسلوبها الراقي والمهذب واحترامها للغة وإصرارها على إلقاء كلمة بلادها بالعربية جذب جميع الحضور في القاعة وصفق لها جموع الحاضرين.

هي كارين كنايسل، وزيرة خارجية النمسا، التي آثرت استهلال خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الثالثة والسبعين، السبت الماضي، باللغة العربية، حيث أدهشت الحضور.

وقالت الوزيرة النمساوية إنها تريد أن تلقي خطابها باللغة العربية، وتابعت قائلة "لماذا أفعل هذا؟ هذه لغة من 6 لغات رسمية معتمدة في الأمم المتحدة".

وأضافت: "درست اللغة العربية في مركز الأمم المتحدة في فيينا، وهي لغة مهمة وجميلة وجزء من الحضارة المهمة، ودرست في لبنان خلال سنوات الحرب، وكيف الناس يستمرون في الحياة رغم كل الظروف الصعبة وهذا سر الحياة.. هناك نساء ورجال من بغداد إلى دمشق يواصلون الحياة.. كل الاحترام لهؤلاء الناس".

أثار الخطاب الذي ألقته وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، اهتمام الحاضرين في الأمم المتحدة، وتناقله الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

يذكر أن الوزيرة النمساوية تتقن 7 لغات بالإضافة إلى لغتها الأم الألمانية وهي: الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والعربية، والعبرية، والمجرية والإيطالية.



قضت كنايسل، وهي من مواليد 1965 في فيينا، جزءًا من طفولتها في العاصمة الأردنية عمان، إذ كانت رفقة والديها أثناء عمل والدها طيارًا خاصًا للعاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، الذي أسهم أيضًا في تطوير الخطوط الملكية الأردنية.

درست كنايسل القانون واللغات الشرق أوسطية في جامعة فيينا بين عامي 1983 و 1987، ثم درست العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس والجامعة الأردنية في عمان. وحصلت في عام 1989 على منحة فولبرايت الأمريكية التي ساعدها في مواصلة أبحاثها مدة ثلاث سنوات في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون في واشنطن، لتحصل على الدكتوراه عام 1992.

عملت كنايسل بين عامي 1990 و 1998 في مكتب القانون الدولي لمجلس الوزراء النمساوي. وعُينت في الخارج للعمل في باريس ومدريد. كما درّست في جامعة سان يوسف الكاثوليكية الفرنسية في بيروت.


تركت العمل الدبلوماسي عام 1998، وأصبحت صحفية حرة ومعروفة في وسائل الإعلام المطبوعة باللغتين الألمانية والإنجليزية وهيئة الإذاعة النمساوية، بفضل تحليلاتها السياسية، والعديد من الكتب التي تناقش الشؤون السياسية.

عملت نائبًا لرئيس الجمعية النمساوية للدراسات السياسية العسكرية بين عامي 2011 و 2015. وكانت قد انتقدت بشدة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لقرارها في عام 2015 المرحب بالمهاجرين، قائلة إن مثل تلك القرارات "تجذب اللاجئين"، وأشادت في الوقت نفسه برئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، لحثه على العمل على تأمين الحدود الأوروبية. ثم عينت وزيرة للخارجية النمساوية في ديسمبر عام 2017.


من كل قلبي: مما لا شك فيه، أن هذه الوزيرة النمساوية

تتمتع بقدر من الذكاء لتعرف كيف تخاطب العرب فتوجهت إليهم بلغتهم، كما أنها أصرت أن تخرج على المألوف بالنسبة للقادة الغرب وتتميز عنهم... نتمنى أن نرى في المستقبل الكثير من القادة الأوروبيين يتحدثون العربية... شكرًا كارين كنايسل!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط