رائد مقدم يكتب: روح أكتوبر ومعركة التنمية

تحتفل مصر هذه الأيام بانتصارات أكتوبر العظيمة.. هذه الانتصارات التي عبرت بمصر من الانكسار إلى الانتصار ومن الهوان إلى العزة، ولم يكن نصر أكتوبر وليد الصدفة بل كان وراء ذلك الانتصار هذه الروح.. نعم روح أكتوبر التي حولت الهزيمة إلى نصر وعبرت بنا من مرارة الهزيمة لكرامة الانتصار.. هذه الروح التي أعتقد أننا في أشد الحاجة لها في هذه المرحلة التاريخية من عمر الوطن.. روح التضحية وإنكار الذات وإيثار النفس والتحدي والثقة في الله وفي القيادة الشرعية للبلد.. التمسك بالحلم.. والتسلح بالإنجازات التي تتوالي.. النظره إلى مستقبل الوطن وليس الانحصار في صعوبة المعيشة في هذه الأيام.. التضحية من أجل الأجيال القادمة التي سوف تحصد تلك الإصلاحات.

إن تحديات الحياة لا تنتهي.. والشعوب العظيمة قادرة على مواجهة هذه التحديات وقهرها.. وكما قال سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقد واجهنا تحديًا من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية.. تحدي الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها.. ومواجهة خطر الفراغ السياسي والفوضى.. وانتشار الإرهاب الأسود.. وكما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1967 حتى 1973، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي انتشر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.. وتسلحنا بوطنيتنا ووعينا ومخزوننا الحضاري وراء جيشنا العظيم وقيادتنا الحكيمة.. واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود.. وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره.

كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا.. وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والفوضى والتخوين والتوتر.. وهذا بجانب السعي والعمل الدؤوب للتنمية الاقتصادية.. والتي تستند إلى مواجهة الحقائق.. والتعامل مع الواقع كما هو وليس من خلال الشعارات والأوهام.. آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم.. ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل.. من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب.. مع الصبر والمثابرة والثقة في أنفسنا.. ولنا الحق في الشعور بالفخر بما حققناه.. مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد