EN 
عزيزى القارئ عندما تقرأ عنوان هذا المقال فورا سيتبادر لذهنك أننى أتحدث عن أحد السلع الغذائية الفاسدة أو المشروبات التى لا تصلح للاستخدام الآدمى ولكن عذرا هذا ليس ما أقصده على الإطلاق فأنا اليوم أتكلم عن سلعة أخطر تأثيرا على حياتنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال من بعدنا وهى السلعة الأخطر على الإطلاق من وجهة نظرى.
والتى أصبحت أحد أخطر الحروب على مستوى العالم وأحدثها وهى سرعة تداول المعلومات المغلوطة والأخبار المفبركة والتى يتم تداولها على صفحات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعى تدعى أنها صفحات إخبارية بمنتهى البساطة ودون أدنى رقابة بل والأكثر من ذلك ينتحل العاملون بها صفة إعلاميين وصحفيين بمنتهى الفجاجة ويقومون بابتزاز العديد من الشركات والمصانع الاقتصادية العملاقة من أجل أن يتربحوا من هذه الصفحات المشبوه حتى ولو كان ذلك على حساب كيانات اقتصادية كبرى تفتح بيوت الآلاف من الشباب وتصدر للخارج بملايين الدولارات من اجل حفنة من المال.
وللأسف فإن هؤلاء المنتحلين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى باعتبارها أسرع الوسائل لوصول المعلومة ويقومون بانتقاء مجال فريستهم بعناية والتى فى الغالب تكون خاصة ببعض مصانع السلع الغذائية لأنها من أكثر التخصصات التى تجد مردود كبيرا بين متداولى مواقع التواصل بل، والأكثر من ذلك تجد مبادرات من المواطنين انفسهم بتناقل البوست المغلوط وغير الحقيقى بمنتهى السرعة ويتبارى المستهلكون فى نشر تحذير لعدم استخدام هذه السلعة الفاسدة الضارة بصحتهم برسائل على الواتس لانها تلعب على اخطر شئ يسبب قلق للجميع وهى الصحة وما تتعرض له حياتهم وحياة أبنائهم للخطر ويتم تذيلها برجاء إرسالها لغيرك حتى نحمى أبنائنا من السم القاتل .
وظهر ذلك جليا فى احدث وشاية بأحد كبرى القلاع الصناعية والتى تنتج الألبان وتعمل فى السوق المصرى منذ ٢٠ عاما وحققت نجاحا كبيرا فى السوق المصرى ويتم تداول أسهمها فى البورصة وتصدر منتجاتها لكافة الدول العربية وفقا للمعايير العالمية وللأسف أنساق الكثير من قراء هذه المواقع المشبوهة بحسن نية وقاموا بتصديق ما جاء فى الخبر لعدم درايتهم باشتراطات تصدير المنتجات للخارج وبدءوا يرسلون هذا التحذير من خطورة تناول منتجات الألبان الخاصة بهذه الشركة دون دراية بخطورة ما تحدثه هذه الشائعة على هذه الشركة العملاقة وعلى أسهمها دون دليل رسمى واحد او مستند يثبت صحة ادعائهم.
الا يدرك هؤلاء ان هذا التشوية قبل أن ينال هذه المصانع ينال من سمعة دولة بمؤسساتها وينفى ويتجاهل كافة الجهود التى تتخذها الدولة من اجل الترويج لكياناتها الاقتصادية بالخارج ايجابيا خاصة أن هذه الاتهامات غير صحيحة
على العموم وبمنتهى الوضوح انا لا ادافع عن قلعة صناعية كبرى لها وزنها الاقتصادى فى الدولة بقدر ما ادافع عن قارئ يستقى معلوماته من صفحات غير رسمية وليس لها اى علاقة بالعمل الصحفى وتؤثر على سمعة شرفاء الصحفيين وتضلل الرأى العام وتروج المزيد من الأكاذيب وادافع عن دولة تقوم بإصلاح اقتصادى حقيقى وتحارب الفساد بمنتهى الشراسة بكافة مؤسساتها ويقوم أصحاب هذه الصفحات وبمنتهى البساطة بتشويه إنجازات حقيقية ليصبحوا كالسوس الذى ينخر فى جسد الوطن ويدمر مؤسساته ويؤثر على تنافسية منتجاتنا الوطنية بالخارج
ولذا فأنا اطالب بسرعة التدخل من قبل نقابة الصحفيين لوقف مثل هؤلاء المرتزقة وان تتخذ كافة اجراءاتها لحماية القراء من هذه السلع الفاسدة الأكثر ضررا على عقول المواطنين
كما اطالب أيضا الدولة بالتدخل لغلق هذه الصفحات واتخاذ كافة الإجراءات الرادعة ضد مسئولى هذه الصفحات التى تنتحل صفة صحفيين واعلاميين وهم غير أعضاء لنقابات هذه المهن لحماية للمواطن الغلبان من تناول مادة إعلامية مسمومة
مروة الحداد
