الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كبير العيلة


أود أن أعترف لكم بشيء، أنا من هواة سماع الأغاني أثناء القيادة، وغالبًا ما تجدني في رحلة بحث دائم بمؤشر الراديو عن الإذاعات الغنائية، وأثناء تلك الرحلة التقطت أغنية، لأستمع إليها لأول مرة، تلك الأغنية بعنوان "يا ريس يا كبير العيلة" أعجبت بكلماتها جدًا، وهو الأمر الذي جعلني أبحث عنها مجددًا لأستمع إلى كلماتها بصورة أفضل، فما لاحظته من كلماتها، أنها جاءت بنسبة كبيرة وكأنها قد كتبت خصيصًا لتشرح المرحلة السياسية التي يعيشها الوطن العربي بأكمله، على الرغم من أن تأليفها جاء في حقبة زمنية مخالفة تمامًا.

فالوضع الحالي يفسر لنا كيف أن العائلة العربية كانت في حاجة إلى كبير كي يتصدى إلى الكثير.

فالعائلة العربية احتاجت من يكشف محاولات تفتيتها، وقد كان.

العائلة العربية احتاجت الحث على ثورة تصحيحية لآثار الخريف الذي حاول تدميرها، وقد كان.

العائلة العربية احتاجت من كبيرها أن يصلح فيما بينهم، ويوحد كلمتهم، وقد كان.

وعلاوة على العائلة العربية القريبة، استلزم الأمر عدم إغفال الروابط التاريخية مع باقي العائلة الأفريقية، والتي احتاجت من يلم شملها ويجمع أطرافها، وبالفعل قد كان.

والمتتبع للزيارات الخارجية الرسمية المصرية، سيلاحظ الحرص على أن تكون هناك محطة لدولة عربية قبل زيارة أية دولة أخرى غربية كانت أو شرقية، وهذا إن دل فإنما قد يدل على الحرص الشديد على أهمية الوحدة العربية، وأننا وطن واحد، وأن مواقفنا واضحة وأهدافنا العربية والإقليمية موحدة.

وظهر ذلك جليًا عند زيارة البحرين، وعزف موسيقى رأفت الهجان أثناء الاستقبال الرسمي، والتي تم الانطلاق بعدها لزيارة عدد من الدول الآسيوية، وزيارة روسيا، وهو الامر الذي عكس؛ بل أكد على أهمية التعاون بين الأطراف كافةً، وتكرر الأمر في زيارة السودان، والتعاون المثمر الذي نتج عن الزيارة بين البلدين، في شتى المجالات الاقتصادية والتي طالما تم تأجيلها لفترات، وأعقب ذلك الانطلاق إلى ألمانيا، وما هو متوقع من تدعيم للمزيد من العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، وكذلك السياسية، والتي تمثلت في العديد من اللقاءات مع ممثلي القطاعات الصناعية والإنتاجية الألمانية.

بالإضافة إلى مشاركة الرئيس في أعمال القمة الأفريقية ومجموعة العشرين، حيث تمثل تلك المجموعة أكبر الدول الصناعية حول العالم والذين يتحكمون في أكثر من ثلثي حجم التجارة العالمية؛ ويهدفون إلى تعزيز الاستقرار المالي العالمي، والاهتمام بالاجتماع مع عدد من الدول الأفريقية جاء بناء على مبادرة ألمانية، والتي استهدفت الشراكة مع إفريقيا، وهو اعتراف أمام العالم بأهمية التعاون مع الدول الأفريقية، وعلى رأسها مصر نظرًا لرئاستنا للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، وهو الأمر الذي سيدعم التعاون المصري العربي الأفريقي العالمي، وهو ما سيؤدي حتمًا لتحقيق أفضل المكاسب الاقتصادية والسياسية لجميع الأطراف.

واستنادًا على ما سبق طرحه سيلاحظ القارئ للمشهد الاقتصادي والسياسي بالنسبة إلى مصر، أن العلاقات مع الدول العربية احتاجت إلى كبير يعمل على تجميع الأواصر لا الفرقة فيما بينها، ومن ثم الحرص على الوحدة العربية، والتي تتجلى في مختلف العلاقات السياسية والاقتصادية.

كما سيلاحظ القارئ أنه أثناء الحرص على ثبات ودعم العلاقات العربية المشتركة، لم يتم إغفال الروابط السياسية والاقتصادية والجغرافية مع دول القارة الأفريقية، ليتم مد جسور التعاون المختلفة مجددًا مع دول القارة السمراء، ومن خلال التأكيد على دعم العلاقات العربية والأفريقية تنطلق مصر إلى التعاون مع مختلف دول العالم، لتصبح محط أنظارهم كما كانت وستظل دائمًا وأبدًا.

فتلك هي مصر يا سادة، قلب العائلة كما يطلق عليها الأشقاء العرب، والمدخل الشمالي لقلب القارة السمراء كما يتم تعريفها أمام العالم أجمع، ورئيسها هو حتمًا رئيس يليق بمقام ومكانة دولتنا العظيمة، ليصبح ريسنا حقًا كبير العيلة العربية والأفريقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط