20 صورة تكشف أسرارا مثيرة عن مومياوات الحيوانات في المتحف المصري
أجرت كاميرا "صدى البلد" جولة في غرفة مومياوات الحيوانات في المتحف المصري بالتحرير، كشفت خلالها عددا من أسرار تحنيط الحيوانات ومكانتها لدى المصري القديم، وذلك بمناسبة مرور 116 عاما على افتتاح المتحف المصري.
وحنط المصريون القدماء الحيوان كما حنطوا الإنسان،وهناك 4 أصناف مختلفة لمومياوات الحيوانات،الأولي الحيوانات المدللة التي كانت تدفن مع أصحابها،والثانية الحيوانات المحنطة التي كانت توضع كاملة أو مجزئة في المقبرة كرمز لإطعام المتوفي في حياته الأبدية،والثالث الحيوانات المقدسة والرابعة الحيوانات المقدمة كنذور.
وكانت مومياوات الحيوانات تحنط بنفس طريقة مومياوات البشر مع تعديلات بسيطة، فالتحنيط أساسا يعتمد علي تجفيف الجسد لمنع إنتشار البكتيريا التي تؤدي إلي العفن،والوسيلة المعتادة عند قدماء المصريين كانت عن طريق إخلاء الجسد من أحشائه بإجراء فتح في جانبه الأيسر أو علي طول بطنه.
وعامة كان المحنط يتخلص من الأحشاء بعد إخراجها من جسد الحيوان علي عكس ما كان يحدث في حالة تحنيط البشر،حيث كانت الأحشاء تحنط أيضا بعد إخراجها من الجسد لتوضع في أواني خاصة تدعي الأواني الكانوبية،وكان الإستثناء من هذه القاعدة أحشاء الطيور التي كانت تعود للجسد بعد تجفيفها،وكانت أحشاء الثور المقدس"منيفيس"توضع في أواني كانوبية مثل البشر.
وبعدإخلاء جسد الحيوان من من أحشائه كان الجسد يغسل ويجفف في ملح النطرون، وكانت عملية التجفيف تستغرق 40 يوما، أما عن إتمام التحنيط 70 يوما،ويرجح أن هذه المدة كانت تختلف في حالة الحيوانات الأصغرحجما،وبعد التجفيف كان الحيوان يدلك بزيوت مختلفة لإعادة الليونة لأعضائه قبل لفه في اللفائف الكتانية وتحضيره للدفن.
والمومياوات المختلفة للحيوانات تكشف جوانب مختلفة من البيئة والحضارة المصرية القديمة، ويتضح منها أن الثروة الحيوانية كانت أكبر وأكثر تنوعا في مصر القديمة عما كانت عليه الأن،ففصيلة أبو قردان الذي كان يقدس في مصر القديمة والتي كانت توجد بكثرة أنذاك قد إنقرضت اليوم، كما انقرضت أنواع كثيرة من الطيور الجارحة والغزلان.
كما أن دراسة مومياوات الحيوانات تحيطنا علما بمستوي الطب البيطري في مصر في عصر الفرعونية،ومومياوات الحيوانات المقدسة والنذور تشير إلي معتقدات دينية معينة،بينما مومياوات الأطعمة تبين لنا نوعية التغذية عند قدماء المصريين وما أحبوه منها،كذلك نري أن دراسة المومياوات الحيوانية تمنحنا رؤية فريدة للحضارة والتقنية والبيئة المصرية القديمة.
ويعد المتحف أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835، وكان موقعه حينها في حديقة الأزبكية، وكان يضم عددًا كبيرًا من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين.
حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر، في افتتاح متحفًا يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديوي إسماعيل بالجيزة.
ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة.
ويعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحفا عاما على عكس المتاحف التي سبقته، ويضم أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894.