الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حالي به يحلو


نعم حالى بسيرته العطرة لابد أن يحلو، سيدنا وحبيبنا ومعلمنا وشفيعنا، محمد بن عبد الله، الحبيب المصطفى( أى الذى إختاره الله من بين عباده)، الذى وصفه رب العباد بأنه(سراجا منيرا) وهذا الوصف الذى يجمع بين ضياء الشمس القوى الحاد(سراجا وهاجا) ونور القمر الناعم الجميل (قمرا منيرا) .

كان يوم مولده يوما عطرا خجلت منه الشمس فتوارت، وجاءت الرياح بكل نسيم عطر، إهتز عرش الطغاة، وانطفأت نيران الوثنية، إيذانا بقدوم المتمم، والمكمل لرسالات الله عز وجل . 

بعث الله الأنبياء والرسل كل منهم ليعلم قومه قيمة، فبعث موسي ليعلم بنى إسرائيل التواضع والخضوع وعدم الجدال، بينما السيد المسيح علم البشرية الحب والسلام والتأمل، وجاء نبى الهدي وكما قال عن نفسه(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وكان يخبر عن نفسه كل القيم مثل قوله: (اتَّقِ اللهَ حيثما كنتَ، واتبِعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمْحُها، وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسنٍ)، وقوله أيضًا: (إن خيارَكم أحسنُكم أخلاقًا)، إلى غير ذلك من الأحاديث التي وجهّها النبي -عليه الصلاة والسلام- ليرعي كل منا أخلاقه ويهذّبها.

إذن كان يخبرنا أن كل الرسالات كالعقد المرتبط بعضه بعضا، وأن جوهرها جميعها ( الأخلاق) فقال (ص): (أنّ أكثر ما يُدخل الجنة حُسن الخلق)، كما كان يدعولنفسه بقول:(اللَّهمَّ كما حَسَّنتَ خَلقي، فحسِّن خُلُقي) .
أى تواضع يملكه رسولنا الكريم وأى فلسفة !!
كيف كان يشعر دائما أنه يحتاج للرجاء والدعاء، وهو رسول الله!!

إنها الإشارة والعلامة التى يجب علي البشرية فهمها و إلتقاطها، إنها مجاهدة النفس، وتدريبها علي مقاومة معاصيها وزلاتها، إنها التذكير و التنبيه طوال الوقت للعودة إلي ما تؤمن به فى أعماقها، فكل نفس قد خلقت علي الفطرة السليمة.

إن إكتساب أى نعمة من مكارم الأخلاق لا يأتى هبة من الله، أو بالمصادفة، وإنما هو نتاج تأمل و تفكر و مقاومة وتقويم للنفس، فقال (ص): (إنما العلمُ بالتَّعلُّمِ، وإنما الحِلمُ بالتَّحلُّمِ، ومن يتحرَّ الخيرَ يُعطَهْ، ومن يتَّقِ الشرَّ يُوَقَّه) .
ما علمنا الحبيب من سيرته، نحتاج إليه بشدة فى مجتمعنا كما يجب أن يعيه شبابنا، فكم نحن بحاجة لإعلاء قيمة العمل، والجهد، والأهم التفكر فيما نفعله، النظر لما حولنا بكثير من التعمق.

والأهم هو معرفة طريقنا إلي الله ورسوله بالحب، فسيرة النبى (ص) تشعرك حين تقرأها بأنك أمام طاقة حب لا تنضب، فيقول عليه الصلاة والسلام :(إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش ، وكلتا يدي الله يمين ، على منابر من نور ، وجوههم من نور ، ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى) ، كما خبر عن رب العزة قوله:(قال الله عز وجل : قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي ، وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلى)

فالأصل فى معرفة طريق ربك أن تحمل فى قلبك الحب وليس الكراهية،الخير لا الشر، التفاؤل لا التشاؤم .
فقد ظهر الرسول بسر الحب منذ كان طفلا أحبه أهله، ثم أحبه أسياد مكة وأحبوا طباعه، ثم أحبته السيدة خديجة، ثم وضع قريش فى حيرة بعد النبوة بين رفضهم لدعوته وحبهم له، بل وقاوم شرورهم وإيذاءهم بقدرته علي الحب و التسامح.

حقا لقد بعث النبى ليتمم مكارم الأخلاق بالحب، ويا ليت قومى يعلمون أن الأصل فى الأشياء الحب وليس حد السيف.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط