قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مكرم محمد أحمد يكتب عن الشيخ زايد: ساند مصر بكل قوته وكان حبه لها جارفا


نشر الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مقالة اليوم عن الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات الحديثة والذى نشر بالموقع الرسمي للمجلس .

وقال أحمد في مقاله : " لا أظن أن حاكمًا عربيًا تميز بالفراسة والحكمة وبُعد النظر والواقعية، والقدرة على الحلم والتخيل، وحُب الخير للناس والمعرفة الدقيقة لأقدار الأمم والشعوب، والغرام الشديد باللون الأخضر يسود لون الصحراء الأصفر ويهزمه مثل الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات الحديثة الذي يكاد يكون بالفعل عملًا أسطوريًا فذًا، أنهى شقاق الإمارات المتحاربة ووحدها في كيان اتحادي، وثيق المصالح والروابط، وأنشأ على أنقاض ذاك الانقسام وطنًا فريدًا في علاقاته بمواطنيه تقوم على تكافؤ حقوق المواطنة دون تمييز في الجنس أو العرق أو الدين، متسامحًا منفتحًا، يقبل الآخر ويعترف بحقوقه، لا مكان فيه للتعصب والكراهية والعُزلة، يؤمن بأن الله خلق شعوب الأرض من طينة واحدة، وجعل من اختلافها قوة كي تتعارف و تتآخى وتتبادل المنافع والمصالح وتنشر العمران والتقدم على كوكبنا الأرضي".

وتابع : "لا أظن أيضًا أن حاكمًا عربيًا أغدق على شعبه مثلما أغدق الشيخ زايد، وبنى فوق هذه الفيافي والقفار مُدنًا للناس هي حدائق غنّاء ومتاحف للعمارة العصرية تبرز كل صور العمران على كوكبنا وبهجة للناس والعالمين يتمتع فيها الجميع دون تمييز بالأمن والسلام والاستقرار، ومن المؤكد أن الخليج بعد الشيخ زايد شهد هذا التسابق لإعمار الأرض ولتحقيق رفاهة المواطن، كما أصبح هذا الهدف شاغل كل حُكام الخليج وربما يسبقه زمنًا حُكام الكويت لكنه كان أسوة حسنة للجميع لم ينفق الشيخ زايد أيا من أموال بلاده على الحروب والمنازعات، ولم يكن يقصد أبدًا توطيد نفوذه ومكانته الشخصية، لكن حب الخير هو الذي دفعه إلى أن يمد يد العون لكل دولة عربية فقيرة، أقام المدارس والمعاهد والمستشفيات في كل بلاد العرب، وأنفق الكثير على تعليم البنات، وبنى مدنًا وأحياء تحمل اسمه في كل أرجاء العرب، ليصبح أيقونة العرب، الجميع يحبونه ويجلونه دون أن يختلف عليه عربي واحد".

وأضاف مكرم أن الشيخ زايد كان عروبيًا قوميًا ينتصر لكل قضايا العرب وأولاها القضية الفلسطينية، وكان سندًا قويًا لكل مشروعات التنمية في العالم العربي، أما حكايته مع مصر فهي حكاية عطرة ومجيدة تلخص معاني الحب والأخوة والتقدير وتمتلئ بأمثلة الشهامة والوفاء، لا يفوق روعتها حكاية أخرى، لذلك يسكن الشيخ زايد قلوب كل المصريين مسلمين وأقباطًا، لا تستطيع أن تستثني من ذلك مصريًا واحدًا.

وأكد مكرم أن الشيخ زايد رحمه الله ساند مصر بكل قوة في حربها المجيدة عام 73، وأعانها على إزالة آثار هزيمة 67 وتعويض قدراتها العسكرية، وأيد الملك فيصل رحمه الله في ضرورة استخدام سلاح البترول، ولايزال الجميع يذكر كلماته: لا يمكن للبترول العربي أن يكون أغلى من دماء المصريين، وكان لديه إيمان عميق بمصر والمصريين، وعندما دعا صدام حسين إلى مقاطعة مصر بعد رحلة الرئيس السادات إلى إسرائيل وهدد القادة العرب بالقتل في مخادعهم إذا لم يمتثلوا لأوامر المقاطعة، كان الشيخ زايد يرى أن خسارة العرب سوف تكون أكبر، وأن الحكمة تقضي بغلق هذا الباب في أسرع وقت، لأن العرب في غيبة مصر يفقدون كل شىء، كما أن مصر يمكن أن تخسر بعض مكانتها، لكنها تظل كما كانت أبد الدهر هي مصر.

وقال مكرم : " كان حب الشيخ زايد لمصر جارفًا وكان تقديره للرئيس السادات عاليًا، وكان حبه للرئيس مبارك عظيمًا، ومن المؤكد أن هذا الحب العميق لمصر انتقل إلى أولاد الشيخ زايد، الذين درجوا جميعًا على حب مصر، ابتداءً من رئيس الدولة الشيخ خليفة إلى ولي العهد الشيخ محمد بن زايد الذي تربطه علاقات تطابق في الفهم والتفاهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، جعلت الاثنين وكأنهما كما يقول المصريون (فوله وانقسمت اثنين)".

واستطرد : "رحم الله الشيخ زايد في ذكراه العاطرة أبدًا، وأبقى على هذا الحب الكبير الذي يربط بين مصر والإمارات وبين الشعبين العظيمين اللذين يحرسان قوة هذه العلاقات وعظمتها".