الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. نجيب محفوظ حضور متجدد رغم التطورات

صدى البلد

على الرغم من رحيله منذ عام 2006، إلا أن أعماله الروائية خلدت ذكراه على مر الأجيال، إنه الكاتب والأديب "نجيب محفوظ" الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فهو حالة استثنائية تعيش فى الوجدان أكثر من أى كاتب عربي آخر، فحضوره ما زال متجددًا رغم كل التطورات السياسية والاجتماعية التى شهدتها مصر.

وعرف «نجيب محفوظ» بالتنظيم، حيث كان الوقت يمثل له ثروة حقيقية ويجيد استغلاله بشكل شديد الدقة مما جعله ينظم حياته بشكل صارم ودقيق، وكان عاشقا للقاهرة القديمة بشوارعها، وهو ما جسدها من خلال رواياته وتجاوز تعبير كلماته حدود صفحاته.

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة، ففي 1939، نشر روايته الأولى "عبث الأقدار" التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية.

ثم نشر كفاح طيبة ورادوبيس منهيًا ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة، وبدءًا من 1945 خط نجيب محفوظ طريق الرواية الواقعية التي حافظ عليها برواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي وزقاق المدق.

جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع بداية ونهاية وثلاثية القاهرة، فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته الشحاذ، وأولاد حارتنا التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سببًا في التحريض على محاولة اغتياله.

كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا كما في روايته "الحرافيش، ليالي ألف ليلة" وكتابة البوح الصوفي والأحلام كما في عمليه "أصداء السيرة الذاتية، أحلام فترة النقاهة" واللذان اتسما بالتكثيف الشعري وتفجير اللغة والعالم.

وتعتبر مؤلّفات محفوظ من ناحية بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها تدوينًا معاصرًا لهم الوجود الإنساني ووضعية الإنسان في عالم يبدو وكأنه هجر الله أو هجره الله، كما أنها تعكس رؤية المثقّفين على اختلاف ميولهم إلى السلطة.

وفي عام 1947 التقى نجيب محفوظ بالمخرج صلاح أبو سيف الذي عرض عليه الاشتغال بكتابة السيناريو وعلمه ذلك، وقدم أول سيناريو له لفيلم مغامرات عنتر وعبلة الذي تأخر إصداره حتى عام 1948 ثم فيلم المنتقم الذي صدر قبله، وكان المخرج صلاح أبو سيف أحيانا يشاركه في الكتابة.

واستمر نجيب محفوظ في كتابة السيناريوهات حتى عام 1959 حين كلفه وزير الثقافة ثروت عكاشة للعمل في منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية.