الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بابا نويل.. ابتعد عن باريس حتى تهدأ


لا يخفي علي أحد شخصية بابا نويل الأسطورية التي تأتي بالهدايا لتدخل الفرح علي قلوب الصغار والكبار احتفالًا بذكرى عيد الميلاد المجيد،، وانتشرت تلك الشخصية الأسطورية لتحقق صدي علي نطاق العالم أجمع، تتحلي شوارع أوروبا بأشجار الكريسماس المزينة وكذلك داخل البيوت وترص من حولها الهدايا والمفاجآت للجميع، حتي تدخل الفرحة القلوب وتنتهي باحتفالات وترانيم ثم إستقبال عام ميلادي جديد.

ولكن هذا العام مختلف، فقد إنتشرت أعمال العنف الغير مبررة داخل باريس ولَم تنتهي بعدول الرئيس الفرنسي عن قرار ارتفاع أسعار الوقود، بل استمرت حركات أصحاب السترات المختلفة، وسرعان ما انتشر الوباء في بلجيكا وهولندا ، ولا أحد يعلم متي تنتهي تلك المأساة.

عشنا منذ سنوات نفس الحالة المأساوية ومات العديد من شباب الدول العربية التي مرت عليها عواصف الربيع العربي، ولا أتطرق هنا إلي الحريات وما شابه ذلك أو مطالبة الشعوب بالعدل والمساواة وغيرها، إنما الحديث فقط عن العنف، وحالات الخراب التي أصابت العديد من الدول، منها ما تم السيطرة عليه ومنها ما زالت آثاره متناثرة علي ربوع بعض الدول العربية ولَم تنتهي بعد.

متي تهدأ الأرض بما رحبت؟ من يسعي وراء الدمار والخراب؟ هل هو مخطط صهيوني أمريكي لهدم أي ترابط بين الدول وتفتيها، أم أننا أصبحنا علي أعتاب عصر الدجال،، خراب ودمار وعنف، لعنة أصابت أهل الأرض، الإحتفال بالكريسماس إحتفال عالمي ينتشر بين الدول، يحاول الجميع خلق روح من البهجة والسعادة علي أعتاب العام الميلادي الجديد، ينتظر الجميع المفاجآت ، متمنون قضاء أحلي الأوقات بصحبة الأهل والاصدقاء.

هذا العام جاء مختلف ، باريس التي تتلألأ أضواء برجها والشوارع والطرقات وتتزين لاستقبال السائحين من كل أنحاء العالم إحتفالًا بتلك المناسبة، إنتشر في شوارعها الدمار ، يد خفية تحاول تخريب أوروبا بخطوات مدروسة ومحكمة، كما حدث في الشرق الأوسط من قبل، فهل يستوعب الأوروبيون ما يحدث، أم تنتشر تلك الحركات العنيفة لتسيطر علي العقول وتدمر الاقتصاد الأوروبي؟

بدلا من الاستعداد لترتيل ترانيم الميلاد وتزيين الأشجار واستدعاء بابا نويل الأسطوري لادخال الفرح، يترقب الجميع ما يحدث بكل دقة وحذر، خوفًا من انتشار اللعنة وتفاقم الوضع، هل تنتهي تلك المأساة سريعا كما بدأت؟أم تنتشر التداعيات لتؤثر علي كل بلدان العالم، لا أتعاطف مع العنف مهما كانت النوايا، فالعنف لا يأتي سوي بالخراب علي الجميع، ومن المحزن مراقبة الأحداث وإعادة الذكريات المريرة التي عشناها برؤية ما يحدث في أوروبا، الجميع يترقب في هدوء ولا أحد يعلم هل ينتهي العنف علي أعتاب أوروبا، أم أن هذا الوباء مثل الكوليرا ينتشر ويتوغل ليقضي علي إستقرار العالم بأسره.

دعونا نحتفل بالعام الجديد بسلام، دون ترقب وقلق لانتشار أوبئة خفية ، لها أغراض سياسية، بنكهة الدمار والخراب، ولنستضيف هذا العام بابا نويل الأوروبي لنشر الفرح والسعادة بين دروب بلاد العرب والشرق الأوسط التي عانت مرار العنف، وتحتاج إلي الاستقرار والتنمية، غاب عنا الفرح لسنوات طوال، الآن نحن نستحق ان نحيا حياة آمنة مطمئنة، ونحمي أنفسنا من لعنة الأوبئة التي تسعي للخراب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط