الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: مصر أفريقيا وأوروبا.. إيد واحدة !

صدى البلد

لا ينكر أحد أهمية قارة افريقيا للعالم كله وليس لقارة أوروبا فحسب , فهي تحوي سوقا كبيرا يضم 2ر1 مليار شخص، وتحتاج إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة معها ، وقد اكد الرئيس السيسي خلال كلمته بالمنتدى الأفريقى الأوروبى بالعاصمة النمساوية فيينا علي ضرورة زيادة الاستثمارات الأجنبية بإفريقيا فى مجال التحول الرقمى وتيسير شروط الائتمان الأفريقية. وأكد علي تطلعه لتبادل الخبرات والمعلومات فى مجال تكنولوجيا المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص، والعمل على ربط الدول الأفريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات. وتعد زيارة السيسي إلى النمسا، والتي التقي خلالها بالمستشار النمساوي فيكتور أوربان، في لقاء هو الثالث بينهما، والأولي في العاصمة النمساوية فيينا , وعقد لقاءات ايضا بعدد كبير من رؤساء أوروبا وأفريقيا ورؤساء الحكومات .

ومن جانب آخر فإن الشراكة بين إفريقيا وأوروبا تدعم مصالح الجانبين, كما أكد زعماء الدول الإفريقية والأوروبية- المشاركون فى فعاليات "منتدى التعاون الإفريقى- الأوروبى بالعاصمة النمساوية (فيينا) علي مدار 4 ايام , كما طالبوا بضرورة تعزيز الشراكة الاقتصادية لدعم التنمية "المستدامة " ومواجهة الهجرة غير الشرعية من القارة الإفريقية إلى أوروبا, وأن العمل لا يقتصر على الهجرة غير الشرعية التي زادت في الفترات الاخيرة بسبب سوء الاوضاع المعيشة في بعض البلدان الافريقية وربما لعدم وجود مناخ صحي يساعد علي التقدم والتنمية, ومن اجل ذلك فالمساعدات المقدمة من دول أوروبا عبر منظماتها المختلفة لا تعد الحل الأمثل لمواجهة مخاطر الفقر المتنامية فى إفريقيا، وانما لابد من زيادة جهود الاستثمار والتنمية، وايجاد الوظائف فى القارة السمراء !

كما أن الشركات الأوروبية يمكن أن تلعب دورا أكثر أهمية من الحكومات فى دعم الوظائف والاستثمار فى إفريقيا، خاصة انها تحوي 2ر1 مليار شخص، وتحتاج إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة..

ومن جانب آخر فإن تعزيز الأمن القومي المصري والعربى والأفريقى وبما يحقق المصالح الوطنية المصرية والعربية والأفريقية السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية والتنموية والسياحية وغيرها، كانت من أهم أهداف القيادة المصرية حيال توطيد علاقاتها مع دول العالم المتقدم للاستفادة من الخبرات والتجارب المتقدمة لديهم, خاصة ان دولة النمسا يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة بينما يأتي اليها 40 مليون سائح سنويا !وهذه التجربة اولي بالدراسة والاهتمام . وعلى الصعيد السياحي، فازت النمسا بمشروع التوأمة بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال السياحة والذي تم توقيعه في مصر في فبراير 2007، ويهدف إلى تطوير آليات تنشيط السياحة.

وتعد مصر ضمن أهم ست وجهات سياحية يقصدها السائحون النمساويين في الخارج حيث تزايد عددهم في السنوات الأخيرة، كما يتولى الجانب النمساوي تدريب سائقي الحافلات السياحية لضمان تمتعهم بالكفاءة والمهنية التي توفر الأمان للراكبين لتقليل حوادث تلك الحافلات وذلك في إطار مشروع إنشاء مركز تدريب تابع لوزارة السياحة حيث فاز به نادي السيارات النمساوي في يونيو عام 2009 ! بالإضافة الى طرح رؤية مصر الثاقبة والناجحة فى ملف مكافحة الارهاب بجميع صوره وأشكاله وأهمية ان يكون للمجتمع الدولى دوره فى مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التى باتت تمثل خطرا داهما على الامن والسلم الدوليين اضافة الى طرح مصر لملف مسيرة السلام فى الشرق الاوسط والقضايا الراهنة داخل المنطقة العربية.

وتتمتع مصر بعلاقات قوية مع النمسا سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الاقتصادي، وتربط بينهما عدة اتفاقاتٍ ساهمت في دفع العلاقات بينهما للأمام وتعزيزا لعلاقات مصر مع النمسا انتهي منتدي افريقي أوروبي في العاصمة النمساوية فيينا بمكاسب كبيرة لمصر وتدفعها الي الامام في المستقبل القريب . وخلال المنتدي الناجح , تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين مصر والنمسا، بالإضافة إلى أن الرئيس السيسى، دائما يحمل هموم وآمال وطموحات الدول الافريقية لطرحها امام العالم فى مثل هذه المنتديات, ويحكم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والنمسا عدد من الاتفاقيات تغطى كافة المجالات وعلى رأسها اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، واتفاق تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب المفروضة على الدخل ورأس المال، واتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات، وبروتوكول تعاون زراعي، واتفاق بين الغرفة الاقتصادية النمساوية وجمعية رجال الأعمال المصريين بشأن تأسيس مجلس رجال أعمال مصري نمساوي مشترك، واتفاق بين حكومتي مصر والنمسا بشأن التعاون الاقتصادي والفني والصناعي والتكنولوجي.

فقبل نحو 22 عامًا تم توقيع اتفاق التعاون الاقتصادي والصناعي والفني والتكنولوجي بين البلدين في القاهرة، في الثاني عشر من سبتمبر عام 1996، وتم تأسيس اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني. وفي نوفمبر عام 2006 تم تأسيس مجلس رجال الأعمال المصرى النمساوى، وذلك من أجل تنشيط علاقات التعاون بين البلدين في جميع المجالات، وقد تم عقد أربع دورات للمجلس بالتبادل بين مصر والنمسا كان آخرها في الفترة في منتصف مارس 2009 بالقاهرة..مصر تتقدم الي الامام في خطوات ناجحة وثابتة ونحتاج الي توطين التكنولوجيا في كافة مناحي الحياة وفي المحافظات وكافة مجالات العمل والانتاج لتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي كبير يوازي تقدم الدول الاوروبية.. ومصر تستطيع بإذن الله.