في خطوة تصعيدية تعكس حجم التوتر بين كاراكاس وواشنطن، أعلنت الحكومة الفنزويلية عن بدء عملية واسعة لتوزيع الأسلحة على المواطنين والمليشيات الشعبية.
يأتي هذا التحرك، الذي وصفته وكالات الأنباء بـ "الطارئ"، كإجراء استباقي لما تصفه القيادة الفنزويلية بـ "هجوم أمريكي وشيك" يهدف إلى الإطاحة بالنظام القائم والسيطرة على مقدرات البلاد النفطية.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن الهدف هو تحويل كل حي ومنطقة إلى "حصن منيع" يصعب على القوات الأجنبية اختراقه.
عقيدة "حرب الشعب": السلاح في يد المدنيين
تستند هذه الاستراتيجية إلى مفهوم "الدفاع الشامل"، حيث يتم تدريب مئات الآلاف من المدنيين المنضوين تحت لواء "الميليشيا الوطنية البوليفارية" على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى تكتيكات حرب العصابات.
ويرى مراقبون أن توزيع السلاح على المواطنين هو رسالة ردع واضحة لإدارة ترامب، مفادها أن أي غزو بري سيتحول إلى "مستنقع" طويل الأمد، حيث لن يواجه الجيش الأمريكي قوات نظامية فحسب، بل سيواجه مقاومة شعبية مسلحة في كل شارع.
التوقيت والسياق الجيوسياسي
يأتي هذا الاستنفار الفنزويلي بالتزامن مع تشديد واشنطن لعقوباتها الاقتصادية وتلويح الرئيس دونالد ترامب المتكرر بـ "الخيار العسكري" لحسم الملف الفنزويلي.
وتخشى كاراكاس من أن تؤدي الضغوط الداخلية والأزمات المعيشية إلى خلق ثغرة أمنية تستغلها القوى الخارجية للتدخل.