الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برنامج العباقرة.. شكرا عصام يوسف


نجح برنامج "العباقرة" الذي يُقدمه الروائي عصام يوسف للعام الخامس على التوالي، في أن يعيد إلى المجتمع المصري ظاهرةً افتقدناها لسنوات، وهي التفاف الأسرة المصرية أمام شاشة واحدة، لمشاهدة محتوى هادف، فالكثيرُ كأسرتي، ننتظرُ توقيت عرض البرنامج في نهاية كل أسبوع بشغف، لنمسك الورقة والقلم، وندون المعلومات الجديدة التي اكتسبناها، تمامًا كما كنا نترقب برامج تاكسي السهرة، أو من سيربح المليون، أو حتى مسلسلات ليالي الحلمية، وذئاب الجبل.

البرنامجُ الذي تمكن من جذب ملايين المشاهدين، لم يخلق فحسب ساحة من التنافس الشريف بين طلاب المدارس المشاركة داخل الاستوديو، وسط أجواء حارة من الحماس، سرعان ما تنتقل إلينا نحن المتابعون أمام الشاشة، بل ساهم أيضًا في تحفيز الأعمار الأصغر على ترقب فرصتهم للمشاركة في هذا السباق الفكري، وهذا الحافز أراه في عيني نجلي الذي لم يكسر حاجز العاشرة، والذي لم تستطع مادة إعلامية أن تجذبه بعيدًا عن أفلام الأنيمشن سوى هذا البرنامج.

كما غرس برنامج "العباقرة" في نفوس أبناءنا من جديد القدوة الطيبة، التي ظنناها قد تاهت للأبد وسط زحام فوضى العشوائية التي باتت تحيط بنا من كل اتجاه، وأخطرها عشوائية الفكر والسلوك.. فـ "العباقرة" ساهم في إبراز نماذج "مشرفة" لشبابٍ واعٍ، مُطَّلِع، منفتح على الثقافات، عقله زاخر بالمعلومات القيمة، وقلبه ممتلئ بالطموح، ولعل هذا يُبعد عن أبناءنا مخاطر النماذج غير السوية، التي تقدم صور البلطجة والواد الشبح كاللمبي وعبده موتة وغيرهم في سلسلة الشر.

شُكرًا عصام يوسف، على هذه التجربة الثرية، التي ربما بدأها الروائي الشاب دون أن يتصور أن تستمر لخمس مواسم متتابعة حتى الآن، وربما دون أن يتخيل أن يكون لبرنامجه هذا الأثر الايجابي على تكوين النشء واعادة صياغة أفكاره وثقافته.. وكل التقدير للبنك الأهلي المصري لرعاية هذه التجربة الثقافية الرائدة، ولشاشة القاهرة والناس لتبنيها لها وإظهارها إلى النور.

"برنامج العباقرة" ظاهرة تستحق التكرار، فقد جاء في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليضيء مشاعل النور، وينير الطريق، ويعيد في أعين أبناءنا من جديد بريق الأمل والطموح والنجاح.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط