الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فنانة الأحجار.. سمر القناوية عاشقة تحويل القطع الصماء لتحف فنية

سمر سيد ذكى
سمر سيد ذكى

متعتها فى تحويل الكراكيب إلى أشياء مبهجة وجميلة، وحبها لرؤية الجمال فى كل شىء حولها إلى فنانة محترفة فى تحويل الأحجار الصماء إلى تحف فنية رائعة، بعد تنظيفها وتهيئتها لتصبح لوحة فنية ترسم عليه ما يجول بخاطرها، وقررت أن تتخصص فى الرسم على الأحجار رغم إتقانها للكثير من الفنون الأخرى.

«سمر سيد ذكى» ابنة قرية القلمينا بمركز الوقف، بمحافظة قنا، لم يكن لدراستها بقسم علم النفس في كلية الآداب بقنا عام 2013، علاقة بموهبتها فى الفن والإبداع والرسم على الأحجار ومن قبله الزجاج والأخشاب، لكنها تسعى أن تستثمر دراستها العلمية خلال الفترة القادمة فى علاج المرضى بالفن من خلال رسالة الماجستير التى قررت الالتحاق بها.


توافر الأحجار وسهولة إحضارها كان ميزة كبيرة ساهمت فى أن تتفنن وتحترف الرسم علي الأحجار دون أن تخشى تلف الخامات، بعكس الخامات الأخرى التى تكلفها الكثير من الأموال لشرائها و العمل عليها، فالأحجار ما أكثرها فى البيئة الصحراوية المحيطة بها، بجانب استثمارها لأى كميات زلط تبقى من أعمال البناء، لكي تترجم عليها فنها وإبداعها.



«بدايتي مع الرسم كانت مبكرة عشان كنت بحب اشوف الجمال في حاجة، وعلشان بستمتع بتحويل الكراكيب لأشياء جميلة»، بتلك الكلمات بدأت «سمر» الحديث عن بدايتها مع الرسم، لكن بدايتها الفعلية كانت في 2014 عندما سمعت عن كورس فى الألوان لمدة 8 شهور من خلال مبادرة "النداء" فقررت الالتحاق بالتدريب وتعرفت وقتها على الفنان الهامى نجيب "المدرب" الذي علمها وقتها كيفية تحويل الرسم إلى منتج وتحويل رسوماتها إلى مصدر للدخل.


«سمر» ابنة الصعيد، كشفت عن مشوارها مع الرسم قائلة: «عملت فى الرسم على الكثير من الخامات مثل" الخشب- الزجاج" بجانب عملى فى إعادة تدوير الأقمشة المستهلكة وتحويلها إلى عرائس، وعمل الاكسسوارات، ومشغولات بعجينة السيراميك، وتحويل رسومات الأطفال إلى ألعاب، والرسم الجداريات ومنها جدارية فى الممشى التجارى بمدينة قنا، و الرسم على الأسفلت" نادى طلائع الجيش- أمام كلية طب قنا».


رسومات «سمر» لم تقتصر على الخشب والزجاج لكنها طورت من أدائها وعملت على الرسم على الأحجار، قائلة: «مشواري مع الرسم على الأحجار بدأ بعد مشاهدتي لفنانة برازيلية كانت تعرض أعمالها على مواقع التواصل الاجتماعى، وتواصلت معها وسألتها عن الرسم على الأحجار، فأخبرتني بأنها تقوم بإحضارها من الشاطىء وتقوم بغسلها جيدًا ثم تبدأ بالرسم عليها، فكانت بدايتي فى الرسم على الأحجار واستخدمت فى ذلك ألوان" الاكريليك" التى تتوافر بسهولة وبسعر مناسب».


بعد نجاح رسوماتها والإشادة الكبيرة التي حصلت عليها على منتجاتها، بدأت بعدها في عرض منتجاتها وأعمالها فى جروبات عربيه وأجنبيه بجانب النشر على صفحتها الخاصة التي أصبحت مقصدًا للكثير من محبي الاعمال الفنيه، لتسويق وعرض المنتجات التى تقوم برسمها، حتى أنها تواصلت مع فنانين و مبدعين من أماكن مختلفة، وفى 2017 جنيت ثمار ما بدأته من عمل فى 2015.


السؤال الأهم الذى كان يشغل بال «سمر» خلال بداية عملها، وهو هل سوف تتغير قيمة وسعر الأحجار والزلط فى نظر الناس بعد تحويلها إلى قطع فنية؟، تأكدت من إجابته اليوم بعدما وجدت إقبالا كبيرا على منتجاتها الفنية، خاصة بعدما باعت أول قطعة بمبلغ 150 جنيه، والذي كان وقتها يساوى ثمن نقلة زلط كامله، قائلة: « كلما زاد الإقبال على اقتناء منتجاتى تجدد احساسى بأننى استطعت أن أجعل للحجر قيمة.. ومن وقتها أصبحت هوايتي هى عملي ومصدر دخلي.. وهو ما جعلني لا أفكر فى البحث عن الوظيفة الحكومية التي تقتل الإبداع و الفن بالروتين».


بعدما أتقنت سمر الرسم على الأحجار واستفادت من تجارب فنانين من خارج مصر، قررت أن تنقل خبراتها وتجربتها للراغبين فى تعلم هذا الفن، ودخلت مجال التدريب بعد حصولها على دورة إعداد مدربين، ومن وقتها تنتقل من ورشة لأخرى لتدريب الكبار والصغار على هذا الفن البسيط الذى يعتمد على خامة و أدوات متاحة ولا يمثل عبئا ماديا مثل خامات أخرى، وهو ما يجعل سعر بيعها للجمهور لا يمثل عبئا على من يريدون اقتناء الأحجار بعد تحولها لقطع فنية رائعة حيث يتراوح سعرها ما بين 30 إلى 50 جنيهًا.


أما عن المشكلات التى تقف عائقًا أمام إبداعاتها، فتتمثل فى ثقل حجم الأحجار وهو ما يمثل صعوبة فى نقل أعمالها الفنية للمشاركة فى المعارض المختلفة، وهو ما جعل مشاركتها فى المعارض تنحصر فى معارض قنا والقاهرة، بجانب مشاركة بعض المنتجات فى معرض دبى، كما تمثل المسافة بين قريتها فى مركز الوقف و مدينة قنا عاصمة المحافظة مشكلة فى التنقل خاصة في فترة المساء.