الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيمفونية غير منتهية في عشق آل البيت.. مشاهد «مولد الحسين» تأسر القلوب في الليلة الكبيرة .. فيديو وصور

مولد الحسين
مولد الحسين

جموع غفيرة من كافة الأطياف تجمعت هنا حبا في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، منهم من جاء ذاكرا ممتدحا مريدا، ومنهم من جاء سائحا في هذا الملكوت الذي لا يتكرر في العام إلا مرة واحدة، بينما دارت أعيننا في تلك الزحامات نراقب ما تجود به مشاعر المحبين وما يعتري الوجوه من سُكر المريدين الذائبين بأرواحهم في سيل البركات.



هنا يقف رجل خمسيني مغمضا عينيه، لا يكاد يدرك من حوله، تتمايل جوارحه يمينا ويسارا كأنما تحول إلى آلة كهربية لا تنفك عن الذكر، جلباب الرجل في هذا الصقيع لم يخفِ قطرات العرق المتساقطة ولسانه لم يتوقف لبعض لحظات "الله حي الله حي الله حي".

هذا العجوز إلى جانبه يلحن له ما يتفوه به الذاكر وزملاؤه، ممسكا في يده دف بدائي تتناسق دقاته ونغماته مع ما يتلوه الذاكرون في انسجام واتساق فرضته الحالة الروحانية دون نوتة موسيقية أو موسيقار يقود الجموع.



الموسيقى الفلكلورية الناجمة عن هؤلاء البشر الذين لا يعرفون بعضهم ستأخذك نحوها ربما لـ لحظات أو دقائق أو ساعات لتنجذب اضطراريا إلى هذا الهوى الروحاني وتلك اللحظات الإيمانية التي يفضلها الصوفيون احتفاء بآل البيت.

من الجموع من جاء زائرا كالأطفال الذين انتشروا حول عربات الحلوى، والسيدات اللاتي يفترشن الأرض والشباب على المقاهي المجاورة، كل منهم لم يفوت فرصة التواجد هنا ممسكا بكاميرا هاتفه ليوثق تلك اللحظات التي لا ينساها قلب القاهرة ولا تغفلها عين من حضر.



وعلى الرغم من أنه ليس محفلا للتحطيب، لكن الصعايدة لم يفوتوا ذلك ليضيفوا على المهرجان صفة فلكلورية أصيلة وثقافتهم التي زينتها العصا والجلباب.

لم تفوت كاميرا صدى البلد أن تلتقط تلك السيدة الثلاثينية الجالسة في أحد المقاهي تبدي انبهارها بما تشاهد، لكنها في نفس الوقت أمسكت بالخرطوم الممتد من الشيشة نافثة دخانها في الهواء في مشهد تختلط فيه الرؤى وتتضاد عنده المقاصد، وعلى الرغم من الرفض المجتمعي لتلك الصورة في الغالب، لكنها لا تزال تكمل المشهد وتضع معنى للعنوان العريض "مولد وصاحبه غايب".