قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تاريخ نشأة نظام بيت المال في الإسلام.. نوستالجيا


بيت مال المسلمين أو بيت مال الله هو المبنى والمكان الذي تحفظ فيه الأموال العامة للدولة الإسلامية من المنقولات، كالفيء والخمس والغنائم ونحوها، إلى أن تصرف في وجوهها، استخدم هذين اللفظين منذ صدر الإسلام ثم اكتفي بكلمة "بيت المال" للدلالة على ذلك، حتى أصبح عند الإطلاق ينصرف إليه.

في صدر الإسلام كان بيت المال يبنى ملاصقا لجدار المسجد الجامع، السبب يكمن في أن المسجد لم يكن يغلق في أي ساعة من ليل أو نهار في حينها ولم يكن يخلو من المصلين والقائمين والدارسين، فكان من في المسجد يشعر بأي حركة في بيت المال الملاصق له فيحمى من السرقة، فيما بعد، بعد أن تطورت المدن وأساليب الحياة أصبح بيت المال يقام عليه الحرس للحماية.

تتعدد مصادر بيت مال المسلمين، التي تأتي وتدخل في بيت مال المسلمين وتكثر، وذلك حسب الجهة التي يجب عليها دفع المال لبيت المال، فمرّةً يجب على المُسلمين دفع الأموال وتكون هي مصدر تمويل بين المال، وفي حالة أخرى يكون مصدر تمويل بيت المال من الكفار عن طريق الغنائم وأموال الجزية وغيرها.

ومن مصادر بيت المال في الشريعة الإسلامية:

أموال الزّكاة: هي التي تجمع من الأغنياء ومن تجب الزكاة في أموالهم.
أموال الصّدقات: الّتي يُخرجها المسلمون عنهم وعن أبنائهم وأهليهم. أموال الجزية: التي يَجمعها المسلمون من أهل الذمّة الذين يعيشون في بلاد الإسلام مقابل توفير الأمن والحماية لهم مع بقائهم على دينهم.
أموال الخراج: التي هي الضّرائب التي تفرض على الأراضي التي حَرّرها المُسلمون؛ حيث يتصالح المسلمون مع أصحابها على أن يبقوا عليها ويُقيمون على إصلاحها وتعاهدها مقابل نسبةٍ مُعيّنة من خراج هذه الأرض يؤدّى إلى بيت المال.
الغنائم: من واردات بيت المال الغنائم التي يحصل عليها المسلمون في المَعارك والحروب من خلال قتال المُشركين وغزوهم، حيث تكون لبيت المال حصّةٌ مقدّرةٌ من تلك الغنائم.
الأنفال: من واردات بيت المال كذلك الغنائم؛ وهي الأموال التي يحصل عليها المسلمون في المعارك من غير قتال، ويكون لبيت المال فيها حصّة أيضًا.

الخمس: الخمس يعني خُمس الخارج من الأرض من المعادن بأنواعها كالذهب والفضة والحديد، ومثل ذلك المُستخرج من البحر من الأشياء النفيسة كاللؤلؤ وغيره.

خُمس الركاز: هو المال الذي دُفن في الأرض، كالذهب والنفائس إن كانت مَصكوكةً؛ ممّا يعني وجود شخصٍ أو جماعة دفنوها في السابق، فيأخذ الذي يجدها أربعة أخماسها ويُعطى بيت مال المسلمين خمسها.

مال المرتد:

المرتد إن قُتل أو مات لا يرث منه وارثه المسلم ويرجع ماله لبيت المال، والزنديق كذلك.

مال الذمي إن مات وليس له وارث، أو كان له وارثٌ وفضّل شيءٌ من ماله عن وارثه.

غلات أملاك بين المال وناتج تجارته بالأموال التي تودع لديه.

الهدايا التي تقدّم إلى الولاة والقضاة وعمّال الدولة المُعينين بعد تسلمهم الولاية والقضاء.

الضرائب الموظّفة لمصلحة الرعية وتيسير أمورهم، ولا تُفرض الضرائب على الرعية إلا إذا خلا بيت المال أو لم يجد الوالي ما يكفي لتَغطية أمور المسلمين، وكانت في العمل ضرورةٌ ملحة.

الأموال الضائعة:

هي المال الذي يوجد ولا يُعرف صاحبه، والأموال التي تعثر عليها الدولة بين أيدي اللصوص إن لم يُعرف أصحابها.
المواريث: هي أموال مَن مات مِن المسلمين ولم يكن له وارثٌ يرثه، أو كان له وارثٌ لكن نصيبه في الإرث لا يحوي مال المورث جميعه.

الغرامات والمصادرات:

ورد في السنَّة النبوية جواز تغريم مانع الزكاة بأن يؤخذ منه شطر ماله، وبهذا قال إسحاق بن راهويه، وأبو بكر، كما ورد كذلك تغريم مَن أخذ شيئًا من الثمر المعلَّق وخرج به، فيؤخذ منه ضعف قيمة ما أخذ، وهو قولٌ للحنابلة وإسحاق بن راهويه، كما ورد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صادر نصف أموال بعض الولاة الذين ظهر عليهم الثراء بعد تولّ يهم الإمارة.

مصارف بيت المال كثيرة، وتتنوّع وتتغيّر بتغيّر الأزمان وأحوال الناس ومُتطلّباتهم، وتوسّع الدولة الإسلامية وتغيّر حاجاتها، ومن أبرزها:

إنفاق الأموال على الفقراء والمساكين واليتامي حيث يجب على الدولة المُسلمة كما جمعت أموال الزكاة من الأغنياء أن تردّها على الفقراء.

تأمين رواتب الموظّفين:

فيجب على بيت مال المسلمين التابع للدولة الإسلامية أن يؤمّن رواتب الموظّفين فيها كالجند، والولاة، والعمال، والقضاة، وغيرهم. تجهيز الجيوش وإعدادها وتأمين ما يَلزمها من الأسلحة والأطعمة والعِتاد، وغير ذلك.

أداء المَشاريع الحيويّة والاستراتيجية للدولة:

فينبغي على بيت المال أن يُنفق على إعداد وتَجهيز المَشاريع الخاصّة بالدّولة التي تكون فيها خدمة للناس وتأمين ما يَحتاجون وما يعود عليهم بالنّفع والمصلحة وخاصّةً ما له دورٌ في توفير الأمن والحماية والرّاحة والاستقرار لهم.