برابرة العصر

لقد كان الحادث الإرهابي الغاشم الذي كان يستهدف كنيسة العذراء وأبو سيفين بعزبة الهجانة بمدينة نصر، السبت الماضي، بثلاث عبوات ناسفة، يؤدي الي إحداث دمار كبير ووقوع الكثير من القتلى من المسيحيين المصلين والمسلمين المهنئين لولا بطولة إمام مسجد الحق بعزبة الهجانة وإبلاغه النقطة الأمنية المكلفة بحراسة كنيسة السيدة العذراء التي توجهت للموقع وأثناء العمل على إبطال هذه العبوات انفجرت إحداها، وأسفر عن استشهاد الرائد مصطفى عبيد الذي ضحي بحياته وأنقذ مئات الأرواح، وهذه التضحية ليست غريبة ولا جديدة على رجال الشرطة العظام الذين دائما يقدمون أروحهم فداء لحماية وطنهم وتوفير الأمن والأمان لكل الشعب المصري الذي يقدر دورهم البطولي في حماية الجبهة الداخلية كما يقدر دور الجيش المصري العظيم في حماية الجبهة الخارجية.
وهذا العمل الإرهابي الخسيس يخالف تعاليم الإسلام الحنيف وتأباه الفطرة الإنسانية السليمة ولا يصدر إلا من برابرة العصر وإخوان الشيطان الذين يعتنقون الأفكار المتطرفة والشاذة وليسوا بمسلمين ويحرضون على الكراهية والعنف ويؤرقهم السلام والاستقرار الذي تنعم به مصر الآن والألفة والمحبة والود والتأخي بين كل أفراد الشعب المصري دون تمييز ديني أو مذهبي، ولا يعلمون هؤلاء البرابرة أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعاليم كل الأديان دعت إلى حماية كل دور العبادة واحترامها والدفاع عنها وأن قتل الأبرياء عمل إجرامي أثيم يخالف كل الشرائع السماوية، وأن الإسلام ترك الناس على أديانِهم وسمح لهم بممارسة شعائرهم داخل أماكن عبادتهم وحرَّم الاعتداء عليها، وطالب بإظهار البر والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة حيث يقول تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".
أن هذه المحاولات الإرهابية الخسيسة والدنيئة لن تزيد الشعب المصري إلا قوة وصلابة وإصرارا على دحر الإرهاب والإرهابيين والوقوف جميعا حصنًا منيعًا أمام جماعات الإرهاب التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ورحم الله الشهيد الرائد مصطفي عبيد وكل الشهداء ممن سبقوه من رجال الشرطة والجيش وأسكنهم الله فردوسه الأعلى وألهم ذويهم الصبر والسلون وشفى مصابيهم شفاء لا يغادر سقما.