قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على أول مئذنة بنيت في الإسلام.. نوستالجيا


كان المسجد في صدر الإسلام، مركزًا لتجمع المسلمين وإدارة الدولة، ومكانًا للعبادة، والتعليم، وإقامة النشاطات المختلفة التي تهم الناس، بل والتي تروح عنهم وتنفّس عنهم أيضا.

أخذ الاهتمام الجمالي بالمسجد وتعظيم شكله، يتطوّر مع الزمن ومع المضي قدمًا في التاريخ الإسلامي، فنجد أنّ عناصر عديدة استحدثت في المسجد زادت من جماله، وعظّمته في قلوب الناس، ومن العناصر التي أدخلت في وقت لاحق بعد مضي فترة جيّدة منذ بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المئذنة.

مئذنة المسجد ـــــ كما تُسمّى في بعض مناطق الوطن العربي كمصر وبلاد الشام، أو منارته كما تُسمّى في مناطق أخرى كالعراق، أو صومعة المسجد كما يطلق عليها في مناطق كمنطقة المغرب العربي ـــــ هي ذلك البرج الطويل الذي يتمّ إلحاقه بالمسجد، والهدف من بنائها هو إيصال صوت الأذان إلى أبعد مدى ممكن.

في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تكن المآذن موجودة، فقد كان مؤذن الرسول يصعد إلى مكان مرتفع ويؤذن منه فيسمع المسلمون صوته، ويتوافدون إلى المسجد لأداء الصلاة، لتستحدث بعد ذلك المآذن.

وتعد مئذنة مسجد عمر بن الخطاب بمحافظة دومة الجندل بالجوف، أول مئذنة في الإسلام، وأمر ببنائها عندما كان متجهًا لبيت المقدس عام 16 للهجرة، ولا تزال المئذنة محافظة على شكلها المعماري لأكثر من 14 قرنًا.

تقع مئذنته في الركن الجنوبي الغربي وتنحرف عن مستوى جدار القبلة، وقاعدة المئذنة مربعة الشكل، طول ضلعها "3"م، وتضيف جدرانها الحجرية إلى الداخل كلما ارتفع إلى الأعلى حتى تنتهى بقمة شبه مخروطية يبلغ ارتفاعها الحالي "13م"، فيما استخدم حجر "الجندل" في بناء المسجد والمئذنة، وهي حجارة صلبة وتتكون من خمسة مستويات.

والمئذنة من الداخل تتكون من أربعة طوابق بنيت على سقف ممر المسجد المؤدي للخروج. وكان للمئذنة درج داخلي يصل طوابقه بعضها ببعض. وكان بني من الحجر لكن وبفعل الزمن تآكلت حجارة الدرج، وأصبح الصعود الى طوابق المئذنة شيء مستحيل.

كما أن تخطيط بناء المسجد وتصميم يماثل نمط بناء المساجد في عهد الرسول الكريم، حيث إن تخطيط بناء مسجد عمر بن الخطاب في منطقة الجوف، يشابه تخطيط بناء مسجد الرسول في المدينة المنورة في المراحل الأولى لبناء المسجد، حيث تم بناء سقف المسجد من الأثل وسعف شجر النخيل، والمغطى بالطين، وهو ما يعده الخبراء استمرارا لنمط بناء المساجد الأولى لظهور الإسلام.

وبني المسجد على شكل يقارب المستطيل، ويبلغ طوله من جهة الغرب إلى الشرق بطول 32,5 م وعرض 18م تقريبًا، وتم تصميم المسجد من الداخل من رواق القبلة، ومحراب ومنبر، وصحن وساحة المسجد والمصلى، ومما يميز المسجد أيضًا هو الجزء الخلفي وهو عبارة عن مكان خلوة للتعبد والصلاة في الشتاء حيث البرد القارس.