الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حد فينا..


ستتأرجح عباراتي في هذا المقال بين الفصحى والعامية حتى أستطيع توصيل المعنى المطلوب ببساطة، وأبدأ بتوجيه هذا السؤال: مين اللي فينا ما يستاهلش التاني؟

سؤال تتوحد إجابته عند الطرفين، سواء انفصلا أو مستمرين في العيش معا، كلا الطرفين يجيب نفس الإجابة (طبعا هو اللي ما يستاهلنيش)، هذه القضية صاغها الشاعر "عوض بدوي" في كلمات أغنية (حد فينا)، والتي لحنها وغناها "إيمان البحر درويش"في بداية التسعينات وهي من توزيع "محمد مصطفى ويحيى الموجي"، وقد حسم عوض بدوي هذه القضية في آخر عبارة في الأغنية حيث قال: (بس واحد فينا مش نصيب التاني) وهذه هي الخلاصة القسمة والنصيب.
تعالوا نستعرضكلمات الأغنية ثم نعاود الحديث 
حد فينا كان في حبه أناني 
حد فينا مرة باع التاني 
مين اللي ضيع في الهوى عمره 
مين اللي حير في القلوب أمره 
مين اللي فينا ما يستاهلش التاني
حد عاش يحلم و كان حاضن دموعه 
حد كان بايع و كان رافض رجوعه 
و اللي بينا وهم عشناه م البداية 
كل يوم بيمر بتموت الحكاية 
لما واحد فينا مرة هان عالتاني 
مين اللي فينا ما يستاهلش التاني
حد كان صابر و كان يتمنى يفرح 
حد كان ظالم و كان دايما بيجرح 
واحنا عشنا اتنين سكتنا واحدة 
كنا يوم قلبين في حكاية واحدة 
بس واحد فينا مش نصيب التاني 
مين اللي فينا ما يستاهلش التاني
احتضن عوض بدوي في كلمات الأغنية فكرة واحدة سيطرت عليه طوال صياغة الكلمات، وهي أن الطرف الأول صابر والطرف الآخر ظالم، الطرف الأول يتمنى الفرح والطرف الآخر دائم الجرح، وقد نجد هذه التناقضات شائعة في كثير من الزيجات التي أعتقد أنها حتما ستصل إلى نهاية مؤكدة وهي الفراق، وقد يكون الفراق معنويا في كثير من البيوت المصرية خاصة ذات الحالة الاجتماعية المتوسطة أو البسيطة، حيث أن الطرف الأول المظلوم يستمر غالبا في استكمال الحياة الزوجية حفاظا على البيت والأولاد وغير ذلك من المكتسبات المادية الساذجة، ويغض البصر عن حقوقه المعنوية وهي الأهم والتي لا تقدر بمال، فماذا تستفيد إذا ضاع عمرك من بين يديك وأنت لم تعشه،أوعشته بالجسد فقط وأنت محطم نفسيا ومعنويا، ما الذي يجبرك أن تستمر في العطاء والطرف الآخر يستمر في الخطف، هذا هو نتاج اختيارك الخاطئ من البداية، والآن عليك أن تواجه نفسك بالحقيقة وتقتنع بأنك لا بد أن تضع حدا لهذا الاستنزاف، عليك أن تفكر وتقرر وتتحمل تبعات قرارك بكل أريحية فهذا هو قدرك ونصيبك.
وقد أكد عوض بدوي أن ما جمع بين الطرفين لم يكن حبا بل كان وهما من البداية مما جعل كل يوم في العِشرة يساهم في موت الحكاية، حتى يصلا للفراق الحتمي سواء جسديا أو معنويا. 
وهنا أقدم نصيحة للطرف الأول (المظلوم) رجلا كان أو امرأة وأهمس في أذنه قائلا إياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقة كثيرة الشد، كثيرة الاستفزاز، كثيرة الوجع، فتعيش تلهث ويضيع عمرك هدر، الحياة الزوجية لم تخلق إلا من أجل أن نسعد ونسكن في جو من المودة والرحمة وإلا فعدمها أفضل، قل لمن تخلى عنك كنت أريدك لكن الله أراد لي الخير.
وأقول للطرف الآخر (الظالم) إحذر لحظة الانفجار فقد تأتي الآن أو في الغد القريب فإن كثرة الضغط تولد الانفجار حتميا حسب قوانين الطبيعة، أيها الطرف الأناني حاول أن تعيد حساباتك قبل فوات الأوان، ربما تنقذ ما يمكن إنقاذه ،،،، دُمتم بحب وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط