الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في اليوم العالمي للسرطان.. حكايات أبرياء اغتالتهم لعنة المرض الخبيث

صورة أرشيفية لمصاب
صورة أرشيفية لمصاب سرطان

على أعتاب وحدة زراعة الكبد بالمعهد القومي للكبد، وقف «محمد على» ينتظر دوره، بين صفوف المنتظرين، للتأكد من صحة الفحوصات الطبية التي أجراها، والتي تشير جميعها إلى وجود بؤر سرطانية في الكبد.

«محمد» البالغ من العمر 35 عاما، لم يغب عن باله، منذ علمه بخبر إصابته المرض الخبيث، المعاناة التي عاناها والده، قبل أكثر من 7 سنوات، والتي لم ينجُ منها والده بعد صراع طويل مع المرض أنهك فيه جسد والده، وعانت معه الأسرة ويلات المرض.

صدمة «محمد» لم تتوقف عند ما دار في باله، حتى تلقى الصدمة الكبرى من الأطباء داخل وحدة زراعة الكبد، بوجود العديد من البؤر السرطانية التي أصبح يصعب معها إجراء عملية زراعة فص للكبد، وباتت محاولات الشفاء ضعيفة نتيجة كثرة عدد تلك البؤر السرطانية ومساحتها.



حال "محمد" لا يختلف كثيرًا، عن من صدمهم المرض الخبيث، أو من عاشوا يشاهدون أحد أفراد أسرتهم يغتالهم المرض ولا يستطيعون مساعدتهم للتخلص من الداء، ولا يمكلون لهم غير الدعاء بالرحمة والشفاء.

18 مليون مصاب في 2018

وفقًا لتقارير الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان خلال عام 2018، فإن المرض هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة على مستوى العالم، ومسئول عن ما يقدر بنحو 9.6 مليون حالة وفاة في عام 2018، ويرجع إليه سبب وفاة حالة واحدة من بين كل 6 حالات وفاة.


تقارير الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان أثبتت أن العام ذاته شهد أكثر من 18 مليون إصابة جديدة بالسرطان، من بينها حوالي 5 ملايين بسرطان الثدي وسرطانات عنق الرحم والقولون والمستقيم والفم كان من الممكن اكتشافها مبكرا وعلاجها بدرجة أكثر فعالية، ومن ثم زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة.

كل تلك الإحصائيات التي رصدتها تقارير الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان تثبت أن المرض «الخبيث»، أصبح خطرا متزايدا يهدد البشرية، ويخلف كل يوم معاناة جديدة، تستنزف أموال الأسر، ولا تتكل بالشفاء، حتى تستفيق الأسرة على وفاة مريضها المصاب السرطان.

سرطان بطعم الكتابة

التجربة المريرة التي عانها «محمد» لا تختلف كثيرا، عن معاناة، «حازم دياب»، الصحفي الشاب، الذي حزن كثيرون بوفاته، بعدما عاش رحلة طويلة من الصراع مع السرطان، متمسكا بأمل الحياة حتى اللحظة الاخيرة، بكتابته التي ظلت باقية تجسد رحلة كفاحه وعدم استسلامه للمرض الخبيث.


«حازم» الذي اغتاله السرطان في ريعان شبابه وهو في الـ 29 من عمره، بعدما استنفد كل سبل الدواء والتي لم تجد لها مع الداء الخبيث سبيلا، حتى أفجع رحيله الكثيرون من أحبابه وقراءة أكثر من فجعة مرضه، تاركا طفله الصغير وزوجته الشابة، وكتاباته الشاهدة على العطاء والحب والوفاء.

التدخين بيئة السرطان الخصبة

ويعتبر التدخين أهم عامل خطر للسرطان، وهو مسؤول عن حوالي 22 بالمئة من وفيات السرطان، في حين أن الالتهابات المسببة للسرطان، مثل التهاب الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري، مسؤولة عن نسبة تصل إلى 25 بالمئة من الإصابات.

وتشير الأرقام إلى أن أكثر أنواع السرطان شيوعا هي سرطان الرئة 2.09 مليون حالة، وسرطان الثدي 2.09 مليون حالة، وسرطان القولون والمستقيم 1.8 مليون حالة، وسرطان البروستات 1.28 مليون حالة، وسرطان الجلد 1.04 مليون حالة، وسرطان المعدة 1.03 مليون حالة.