الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عايز تعرف حالة الطقس.. احفظ 12 مثل شعبي

أمثال شعبية عن الطقس
أمثال شعبية عن الطقس

لم يكن الرجل السبعيني قليل الحركة يفطن إلى تلك الوسائل المستحدثة أو يركن إلى نشرات الأخبار التي تحمل أخبارا يومية عن الطقس، لكنه يعتمد بفطرته النقية وخبراته المتراكمة على معرفة الطقس المناسب لأجواء زراعته من خلال بعض الظواهر التي ربطها بالأمثلة الشعبية والشهور القبطية.

لم يكن جدي يحتاج إلى أوراق النتيجة المعلقة على حائطه العتيق، كان ينظر إلى السماء في تأمل وكأنه يستوجب تلك الغيامات القادمة من بعيد، فتتحدث إليه لتخبره أنها ستمطر أو تمر بسلام، ينظر إلى كفه التي تتعامد عليها الشمس ليخبرني في دقة غير منقوصة "باقي نصف ساعة على صلاة العصر"، نعم إنها بالتحديد نصف الساعة التي أبلغني عنها وكأنه هو من أخبر المؤذن ليؤذن في نفس التوقيت.

أهل زمان لم يكونوا علماء طقس ولا مؤرخين، لكنهم كانوا خبراء بالطبيعة، يكيفون المناخ وينسجون منه تراثا شعبيا يخدم طقوسهم في الزراعة والملبس والمأكل. 

تبدأ السنة القبطية بشهر توت الذي يمر فى الفترة ما بين 11 سبتمبر و10 أكتوبر، ويشتهر الشهر بأنه بداية اعتدال الجو، ونهاية فصل الصيف، لذلك فإن أشهر الأمثلة المتوارثة عن الأجداد في هذا الشهر "توت يقول للحر موت".

"بابة.. ادخل واقفل البوابة"، هو المثل الشعبي الذي أرّخ المصريون البسطاء به لشهر بابة الذي يأتي عقب انقضاء توت، فى إشارة لبداية فصل الشتاء الفعلية، وانخفاض درجات الحرارة، حيث يقع فى الفترة ما بين 11 أكتوبر إلى 10 نوفمبر. 

يأتي بعد ذلك شهر "هاتور" ويشير ذاك الشهر إلى انتشار لون القمح الأصفر الذهبى بتلك الفترة من السنة، وهي الفترة الزمنية الواقعة ما بين 11 نوفمبر و9 ديسمبر، وتبدأ فى ذات الشهر أيضا زراعة بعض المحاصيل لحالة الطقس المناسبة، حيث قيل "إن فاتك زرع هاتور اصبر لما السنة تدور"، فى إشارة لحتمية بدء الزراعة خلال ذلك الشهر وإلا الاضطرار للانتظار لعام كامل لبدء الزرع مجددًا، لكن المثل الأكثر انتشارا عن الشهر "هاتور أبو الدهب منثور". 

"كيهك نهارك مساك، تقوم من فطورك تدخل على عشاك"، ويشير المثل بذلك الشهر إلى قصر فترة النهار من اليوم، الأمر الذى يشعرك بأن وقت وجبة الغذاء لا يأتى باليوم، حيث تهم بتناول وجبة الإفطار إلا وتجد وقت العشاء قد حل، ويقع ذلك الشهر ما بين 10 ديسمبر و8 يناير.

"طوبة يخلى الصبية كركوبة"، حيث يشتد البرد بالشهر الواقع ما بين 9 يناير و7 فبراير، ويجعل من يصاب خلاله بأى نوبات برد للتحول لكهل من شدة البرد فيه.

"أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير" يبدأ تقويمه ميلاديا منذ يوم 8 فبراير وحتى 9 مارس، فإن الأمثال التى وردت عن تلك الحقبة كانت لتعكس وجود رياح وزعابيب، وتقلب بالجو، كما ورد عن ذات الشهر أيضا أمشير اللى يخلى جلدة ع الحيط نشير ليوضح شدة الجو.

"برمهات روح الغيط وهات، قمحات وعدسات وبصلات" كان ذلك الشهر يأتى ميلاديا فى الفترة ما بين 10 مارس و8 أبريل، واشتهر ذلك الشهر بالخير الوفير، ومواسم الحصاد، وتجلى ذلك فى معنى المثل على كثرة الطعام، مع دخول فصل الربيع.

"برمودة.. دق العمودة" اشتهر الشهر بين الشهور القبطية، والذى كان يأتى من يوم 9 أبريل وحتى 8 مايو، بأنه الذى تبدأ فيه عملية زراعة الذرة من كل عام، حيث يقوم المزارع فيه بغرس تقاوي الذرة.

"بشنس.. خد بالك من الشمس" يأتى ذلك الشهر ببداية اشتداد حرارة فصل الصيف، وذلك من يوم 9 مايو وحتى 7 يونيو، ويكون الغيط فى تلك الفترة بلا أى خَضَار، ويحذر فيه الفلاح من بدء سخونة الشمس.

"بؤونة أبو الحرارة ملعونة".. يعكس مثل ذلك الشهر اشتداد الطقس، ولكن ذلك الشهر اشتهر بالخير، حيث كان هناك مثل آخر به يقول "بؤونة انقل وخزن المونة" وذلك خشية من الفيضانات وفساد الزرع والمحاصيل، ويأتى فى الفترة بين 8 يونيو 9 يوليو.

أبيب.. طباخ العنب والزبيب وإن كلت ملوخية فى أبيب هات لبطنك طبيب"، حيث شدة حرارة الشهر الواقع بين 8 يوليو و6 أغسطس تقوم بتسوية العنب حتى يطيب ويكاد يصبح زبيبا، كما أن الشهر ذاته قد تكون فيه فيضانات فقيل عنه "أبيب مية النيل فيه تريب"، كناية عن تخويفها للفلاح، كما قيل أيضا عنه "إن كلت ملوخية فى أبيب هات لبطنك طبيب" نظرا للجو أيضا.

"مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة".. اشتهر آخر شهور السنة القبطية الفعلية والواقع ما بين 7 أغسطس و5 سبتمبر، بالفيضانات، ويعكس المثل بأن المياه بذلك الشهر تدوس كل ربوع الأرض حتى اليابس منها، وارتفاع منسوب المياه.