الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا تشغل بالك بالسياسة ؟!!


الكثير على أرض مصر يحملون هموما وآلاما وطموحات وخيالات دفينة دون أى سبب , سوى أنهم أرادوا أن يشغلوا أنفسهم تارة , وتارة أخرى من باب إثبات الذات بالاعتراض مرة والتصفيق مرة أخرى , مع أنهم ليسوا مطالبين لا بالتصفيق ولا الاعتراض , ليسوا لأنهم أقل قيمة من أن يبدوا آراءهم , ولكن هذا الدور بعيد كل البعد عن أدوارهم الأساسية التى خلقهم الله عز وجل من أجلها , فهم ليسوا أهل سياسة وليسوا أهل عمل عام أو عمل اجتماعى , ولكن قد تصل أدوارهم الى مرتبة أعلى من هذه المراتب الأساسية , فالمرتبة التى أقصدها لهؤلاء هى مرتبة البناء , التى تأتى بالعمل وليس الكلام المرسل الذى يتخلله الاعتراض أو التأييد .

هذه المقدمة لهذا المقال ليست من باب التحريض على قمع الحريات وليست من باب التحريض على التوقف عن الإبداع وإبداء الآراء , وليست من باب الدعوة للتكاسل والنوم وإلقاء المسئولية على الآخرين , ولكنها دعوة لاحترام الفكر بالفكر, والقرار بالعمل , والإبداع بالرؤى العميقة , وربط الخيال المثالى بالواقع الذى نعيشه لنصل الى المثالية الحقيقية فى يوم من الأيام , ودعوة لربط الأحداث ببعضها البعض , ومساعدة الدولة فى النهوض والاستمرار فى عملية البناء , ووأد أى محاولات قد تعيق مسيرة التنمية التى بدأتها مصر وستتحقق كاملة قريبا.

ولهذا أدعو الجميع للترابط والتجمع تحت مظلة البناء الحقيقى بعيدا عن أى اعتبارات سياسية أو فردية فى الوقت الحالى , وخاصة أن هذه المرحلة , مرحلة استثنائية من عمر الوطن , كما أدعو الجميع لتقبل الآراء وعدم التخوين لبعضنا البعض فى وقت الاختلاف السياسى الذى لا يدرك صوابه من خطئه أحد , وبالتالى لا يجب أن نصل الى حد الصراع والعصبية الممنهجة التى تعتبر أن المختلفين فى الآراء خونة.

والسؤال الذى أريد أن أطرحه الآن , لماذا البعض يشغل نفسه بالسياسة ؟ !! , حيث تجد العامة منا قد يجهل تفاصيل موضوعات عدة وتجده مختلفا معك ويشغل باله بالشىء الذى يجهل زمام أموره لمجرد أن العامة يتحدثون فى هذا الشىء , فينتج عن أبناء الوطن قصص مرتبطة بشائعات قد يستغلها أهل الهوى والمصالح بالترويج لها للتأثير على الرأى العام فى الداخل والخارج وبالتالى ستكون النتيجة النهائية خسارة مبنية عن جهل.

والجهل بالسياسة من وجهة نظرى ليس عيبا على الإطلاق لأن الجميع غير مطالب بالانشغال بها وفيها , ولكن مسئولية الجميع تختصر فى أن يؤدى كل ذى عمل عمله على أكمل وجه , ساعتها سيتحقق الكثير مما ينادى به البعض ولا يدرك أنه المسئول عن تنفيذه , فحينما يؤدى كل فرد عمله سيكون المجتمع فى الصورة المثالية التى تحقق الحياة ومضمونها العملى , بعيدا عن التخيلات والصراعات والدهشة .

ومع هذا لا أنفى وجود أهل الحكمة مع أهل الحكم فى كل عصر , ولكن ليس الكل ممن يرون فى أنفسهم أنهم أهل حكمة , هم أهل حكمة , مع أن كل فرد هو حكيم فى مجاله وتخصصه والشىء الذى يعيش لأجله والمسئول عنه , وبالتالى فيجب أن يتوقف الناس عن الكلام فى السياسة أكثر من تنفيذ أعمالهم الحقيقية , فمن غير المنطقى أن يطالب المقصر بالاعتدال , وأن يطالب الإنسان بالشىء الذى لا يعرفه أو يعمل به أو من أجله , وبالتالى يجب أن نعود من جديد الى عالم التخصصات وإن كان هذا العالم غير مرتبط بالدراسة الأكاديمية حتى ترتقى الدولة بالعلم والعمل وبعيدا عن الفلسفة الغوغائية التى ليس لها أساس عند البعض .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط