الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حينما تصبح الحرية فسادا وإفسادا ..!!


التعبير عن الرأى أحد أهم مقومات الحياة البشرية، بل هو حق أصيل لكل إنسان , وليس من حق أحد أن يُصمت أحد عن رأيه وأفكاره ـ ولكن ـ فى بعض الأحيان تُتخذ الحرية مدخلا للفساد والإفساد بزعم أنها حق أصيل لا يمكن تجاهله للبشر , وبالتالى فيترتب على شعارات الحرية الزائفة والمستغلة والمطعونة باستغلال بعض الأفراد أو الجماعات لانتكاسات هائلة متتالية تصل الى حد الموت والدمار والخراب , وبالتالى فالتعريف الأصح لمفهوم الحرية : أنها مسئولية ترتبط بزمام الأمور وترتبط بمصالح الشعب والدولة , وترتبط بالنتائج الإيجابية التى لا يمكن أن يشوبها أى شائبة أو ضائقة أو مشكلة , بل الأهم من هذا أن الحرية واجب قبل أن يكون حق , فالحرية يجب أن ترتبط فى بلادنا بالتقاليد والأعراف والقوانين والأحكام الموجودة على أرض هذه الدولة العريقة.

فالحرية المستوردة والدخيلة على بلادنا بدعوى التجديد من ناحية وبدعوى حرية التعبير عن الرأى ما هى إلا سوء أخلاق , فلا يمكن أن نقبل فى بلادنا من باب الأمثلة , تقاليد وأعراف الغرب المرتبطة بالقيم الدينية أو الأفكار المتطرفة التى ما أنزل الله بها من سلطان, حيث إن الحرية هى الالتزام بالتقاليد والأعراف التى تخص الفرد والمجتمع من ناحية المكان والزمان والقيم , فمثلا ليبرالية المسيحى تختلف عن ليبرالية المسلم من الناحية الدينية, وليبرالية الشرقى تختلف عن ليبرالية الغربى من ناحية المكان , وليبرالية المصرى فى الماضى تختلف عن الحاضر والمستقبل من ناحية الزمان , إذا الحرية لها أصول وثوابت أهمها الاعتراف بالواقع الذى نعيشه , ولا يجب أن نغيره طالما أن التغيير لا يصب فى مصلحة الدولة والمواطن وأبنائنا فى المستقبل , بل لا يجب أن يكون التغيير من باب التغيير فقط بل يجب أن يكون حينما يصبح التغيير ضرورة ملحة , يبقى على أثرها إيجابية فى اتخاذ القرار والوصول بالواقع الى الأفضل.

وعدم فتح باب الحرية على مصراعيه ضرورة لوأد أى محاولات قد تعيق مسيرة التنمية , ولمحاولة صد أى أفكار دخيلة ومتطرفة على بلادنا ومجتمعاتنا , ولرفض أى استغلال بدعوى قيم الحرية والديمقراطية , فالديمقراطية أن يسير الفرد فى ركب المجتمع , ولا يحاول إفساد ما صنعته الأغلبية بدعوى أنه حر فى قراره أو شأنه , فلا يجب أن يُترك الفرد لخرق السفينة بدعوى أنها حرية , فالحرية هى الحفاظ على المجتمع والفرد , والحفاظ على مصالح المجتمع قبل مصلحة الفرد .

والإبداع المرتبط بالحرية ليس معناه إجبار المجتمع على تقبل صور وأفكار وآراء جديدة , فالإجبار هنا هو قمة الديكتاتورية التى يروج صاحبها أنها الحرية الضائعة , ومحاربة مثل هذه الأفكار واجب على الدولة التى تحافظ على أبنائها وقيمها ومعتقداتها الدينية وثوابتها السياسية , وبالتالى فالقانون هو أبو الحرية لأنه ينظم المفاهيم والخطوط الثابتة التى يجب أن يسير علي دربها الفرد ويصبح شخصا غير شاذ فى ركب المجتمع الذى يسير الى الأمام , كما أن محاولة تعطيل أى مسيرة هى ديكتاتورية يجب أن تقابل بمثلها من الحرية الضاربة على رأس هؤلاء الديكتاتوريين من خلال تنفيذ القانون , وبالتالى فتنفيذ القانون على الديكتاتوريين هو الأسلم لمحاربة الخارجين عن القانون , والحفاظ على السلم والأمن العام.

ياسادة .. لا داعى أن نطلق شعارات رنانة زائفة بغرض مصالح شخصية تتسبب فى كوارث كبيرة على الدولة, وبالتالى فيجب دعم القيادة السياسية الحالية من أجل إنجاز الرؤى المستقبلية , ومن أجل الاستمرار فى مسيرة البناء والتنمية التى تخطو مصر ناحيتهم بسرعة لم يكن أحد يتخيلها أو يحلم بها , ولا داعى لترويج الأفكار السلبية الهدامة التى تنال من عزيمة المصريين , بل يجب الدفع بهم ووضعهم على خارطة الأمل والمستقبل القريب المشرق وخاصة أن مصر أصبحت لها مكانة كبيرة فى كل النواحى وفى كل المجالات ولم يبق فقط إلا الاستمرارية التى ستظهر بعدها ثمرة هذا الجهد الممزوج بعرق ودماء من أجل الحفاظ على هذه الدولة العريقة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط