الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب : ليلةٌ ممطرةٌ 5

صدى البلد

تزداد شكوك الضابط المتهكم حولهم قائلًا : أه كده أنا فهمت " أكيد الطلب وصل لوحده
ثم يقول منفعلًا : أنت هتتكلم انت وهو مين اللي وصَّـل الطلب ولا تدخلوا كلكم الحجز ؟
هو في حد غيركم بيوصَّـل طلبات ؟!
الجميع يقر بأنه لا يوجد هناك أحد سواهم يقوم بهذا العمل !
الضابط يدنو منهم قليلًا قبل أن يوجه حديثه للجميع بصوت هادئ بعض الشيء :
ولما مفيش غيركم مش عايزين تعترفوا ليه ؟!
ولا الفاتورة دي من مطعم تاني ! اتكلم أنت وهو مين اللي وصَّـل الطلب ده ؟
أنتم ليه مش عايزين تتكلموا؟ ماشي أنا هعرف أخليكم تتكلموا. خدهم يا بني ع الحجز!
يدخل العسكري قائلًا : في واحد اسمه وليد عايز يقابل سيادتك يا باشا .
الضابط : خليه يدخل بسرعة خلينا نشوف حكايته ايه هو كمان .
دائرة البحث عن الجاني قد تتسع أكثر بعدما قدم وليد معلومات جديدة حول عقد ثمين كانت تمتلكه
المجني عليها ولكن لم يتم العثور عليه بعد الحادث فربما كان القتل بدافع السرقة.
هذه المعلومات لم تجنب وليد نظرات الاتهام التي تبدو في عين الضابط ، ولكن النظرات وحدها لم تكن كافية فأتبعها الضابط سؤالًا سريعًا لوليد قائلًا: ليه مقولتش الكلام ده من زمان ؟!
وليد : وأنا كنت هفتكر إيه ولا إيه في وقت زي ده ، أي حد مكاني مش هيفكر في عقد أو غيره؟
وبعدين يا حضرة الظابط لما حصلت الحادثة أنا كنت موجود في اسكندرية ولما وصلت لقيت كل حاجة خلصت وتم نقل الجثة للمشرحة ، يعني أنا مشوفتش إذا كان العقد موجود ولا مش موجود.
الضابط : كلامك منطقي بس إيه اللي يثبت إنك كنت في اسكندرية وقت الحادثة ؟
وليد : أنت بتتهمني ولا إيه يا حضرة الظابط؟!
عمومًا تقدر تتأكد من الفندق اللي كنت نازل فيه. سلام عليكم يا حضرة الظابط !!
هدوء وليد وتركيزه وإجاباته المقنعة دفعت الضابط إلى العصبية بسبب انعدام الأدلة ،
فينتقل الضابط لمكان الحجز للحديث مع عمال المطعم قائلًا للعسكري :
افتح يا بني الباب ثم يدخل الحجز قائلًا : افتكرت انت وهو ولا لسه مش عايزين تتكلموا ؟
فيقوم العمال بسرعة .. يا باشا والله إحنا مظلومين ...
الضابط : أنت عايز تجنني انت وهو يا بني !
امال مين اللي وصًّـل الطلبية !!
أكيد اللي وصَّـل الطلب ده للمجني عليها واحد منكم ، حاول تفتكر انت وهو
بينما هناك حالة من الهلع والتردد تسيطر على السائقين ، الكل يخشى على نفسه من السجن
أو ربما الإعدام كما يردد أحدهم. لكن سعيد أحد المتهمين ينفعل قائلًا :
يا جماعة اللي وصَّـل الطلبية يتكلم حرام عليكم عندنا أولاد عايزين نربيهم
إحنا كده كلنا هنروح في داهية !
عبارات التوسل و الخوف الذي يبدو على سعيد ومن معه أثلجت صدر الضابط قائلًا :
أيوه كده. هو ده كلام العقل لازم تقعدوا مع بعض كده وتفتكروا كويس عشان تخرجوا من هنا
وإلا مش هتشوفوا الشارع تاني.
العسكري يدخل للحجز قائلًا للضابط: في واحد مستني سيادتك في المكتب.
الضابط : ودا مين هو كمان وعايز إيه ؟
بيقول عايز سيادتك بخصوص القضية
سامح يجلس منكمشًا في انتظار الضابط والتردد يسيطر عليه، ربما يحدث نفسه الآن: ما الذي فعلته بنفسي ولماذا أتيت إلى هنا! فزع سامح بشدة ونهض واقفًا عند سماع صوت الباب ودخول الضابط،
فيسأله الضابط: مالك يا بني خايف ليه أقعد. بس قول لي الأول انت مين وتعرف ايه عن القضية؟
لم يكد سامح أن يهدأ ويلتقط أنفاسه المحبوسة حتى سقط فنجان القهوة من أعلى الطاولة فينتفض من على كرسيه واقفًا قبل أن يطلب منه الضابط الهدوء وبداية الحديث.
الضابط : انت مين وتعرف إيه عن القضية ؟
أنا سامح بشتغل كاشير في المطعم وعندي معلومات عايز أبلغها لحضرتك بخصوص
قضية مدام إلهام الله يرحمها ...
الضابط : طيب يا سامح اهدأ كده وقول كل اللي تعرفه ، أنا سامعك.
سامح في لهفة وعجلة : يا باشا الطلبية دي مفيش حد من السواقين وصًّـلها لبيت مدام إلهام !
الضابط في هدوء غير عادي : انت كمان هتقولي كده يا سامح؟ أمال وصلت ازاي ؟!
سامح: أنا هقول لحضرتك على كل حاجة بصراحة يا باشا.
الست إلهام الله يرحمها طلبت توصيل الأكل فعلًا لكن قبل ميعاد الطلبية وصلت
بنفسها وأخدتها ، يعني الفاتورة مظبوطة توصيل للبيت لكن اللي حصل هو اللي قولته
لحضرتك ده بالظبط ، أنا مش بكذب والناس اللي في الحجز متعرفش حاجة عن الطلب ده.
الضابط : ماشي يا عم سامح انت طبعًا عايزني أصدقك وأخرجهم من الحجز وكأن مفيش حاجة حصلت خالص مش كده!
طيب أنا ممكن أصدق إن كلامك ده صح ومعقول بس من غير دليل يا عم سامح كلامك ده ولا له أي أهمية لازم تساعدني عشان نثبت براءتهم.
لو عايز تساعدهم بجد يبقى لازم تفتكر أي حاجة تثبت صحة كلامك عشان نقدر نساعدهم.