الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

250 ألف جنيه للكلى و500 لفص الكبد.. نكشف مافيا استقطاب الشباب لبيع الأعضاء

مافيا بيع الأعضاء
مافيا بيع الأعضاء

"مطلوب 25 متبرعًا لفص كبد خلال يومين.. منهم 10 متبرعين o موجب بـ 750 ألف جنيه، ومطلوب 5 متبرعين b موجب 700 ألف جنيه، مطلوب 2 متبرعين ab موجب بمبلغ 500 ألف جنيه، ومتبرعين a سالب بـ 300 ألف جنيه، ومطلوب 5 متبرعين o سالب بـ 250جنيها، وواحد a موجب بـ 750 ألف جنيه، يشترط وجود التحاليل كاملة والأشعة، وشخصين ضامنين من الدرجة الأولى".. حسب ما ورد بمنشور إلكتروني لإحدى الصفحات الإلكترونية التي تعلن عن طلبات للمتبرعين بالأعضاء.

استقطاب متبرعين

وعبر صفحة "مطلوب متبرع كبد"، أعلن المسؤول عنها محاولا استقطاب المتبرعين الشباب "مفيش نصب وهى مش خطر، لأن فص الكبد يتكون تانى بعدها بكام شهر، وغير ده بيتعمل التحاليل والأشعة اللى تضمن سلامة المتبرع وأن ميحصلش مضاعفات وبتتعمل مع أشطر الأطباء وداخل أفخم المستشفيات فى مصر، ولكن يشترط تصطحب معك ضامنين من الدرجة الأولى بجانب التحاليل والأشعة كامله، وتحديد المكافأة يعتمد على ظروف المريض المادية والمتعارف بين الناس، فضلا عن وجود متبرعين يحصلون على مكافأة تبدأ من 70 إلى 150 ألف جنيه، وتصل فى أوقات أخرى لـ 700 ألف".

متبرعين "كلى" 

صفحة إلكترونية أخرى تطلب متبرعين صغار السن لمرضى الكلى "الصفحة تساعد مرضى الكلى المحتاجين لعمليات الزرع داخل جمهورية مصر العربية وخارجها وذلك للمساهمة في تخفيف المعاناة عنهم عن طريق إيجاد متبرعين "كلى" ويتم ذلك بسرية تامة علي ان يقدم مقابل من المريض الي المتبرع كشكر له علي واجبه الإنساني وهذا فضلا من ربي علي ان نكون مساهمين في رفع البلاء ومساعدة المحتاج". 

"والشروط أن يكون سن المتبرع من 21 عاما، ويكون خاليا من الأمراض سكر.ضغط.فيروسات "وذلك بعد إجراء التحاليل والأشعة اللازمة"حسب ما ورد عبر صفحة "متبرع كلى".

الشباب الضحية

وتنهال طلبات المترددين على تلك الصفحات الالكترونية لطلب التبرع بمقابل مادي، فطلب "أ. محمد" التواصل مع المسؤول "أنا شاب متزوج وعندي ولد وبنت ..ومش عارف أعيش وظروفي صعبة ، ممكن التبرع بفص كبد فصيلة دمي b ومعنديش أمراض وموافق علي إجراء الجراحة مقابل المال".

فيما عرض "م.م"، بيع كليته عبر المنشور الالكتروني لصفحة "متبرع كلى" مطالبا بسرعة التواصل معه "عاوز أبيع كليتي عشان أعمل مشروع نأكل منه أنا وأولادي، ومستعد لعمل أي فحوصات، برجاء سرعة التواصل معي".

مئات الطلبات تنهال علي تلك الصفحات للتواصل مع مع الراغبين وتتعدى اسعار التبرع بفص الكبد 500 ألف، و250 ألف للكلى، والجميع يترك بياناته الصحية من طول ووزن وسن وفصيلة دم ورقم الهاتف.

تجريم الاتجار بالأعضاء

واتجهت الدولة لمكافحة تلك الجرائم الحديثة، فحسب قانون مكافحة الاتجار بالبشر، غلظت المادة 19 العقوبة على نقل أو زراعة الأعضاء بطريق الإكراه أو التحاليل، حيث نصت على أنه "يعاقب بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تزيد على مليوني جنيه كل من نقل أو زرع عضوا بشريا بطريق التحايل أو الإكراه، وتكون العقوبة الإعدام إذا ترتب عليه وفاة المنقول منه أو إليه".

القانون المنظم

وينظم التبرع بالأعضاء اللجنة العليا لزراعة الأعضاء ونقلها، ويوجد 57 مستشفى فقط مرخص لها من قبل اللجنة العليا لزراعة ونقل الأعضاء البشرية، بإجراء مثل هذه العمليات.

ويكشف الدكتور ماجد منير، استشاري أمراض الباطنة، أن هناك خطورة لعمليات التبرع غير المشروعة، لأن المتبرع ربما لا يصلح للتبرع "تجار الأعضاء لا يهمهم صحة المتبرع وبتحصل مضاعفات، ولابد يكون فيه تقارب فى حجم الجسم والوزن بين المتبرع والمريض، بحيث لا تمثل العملية خطورة على أى منهما، ويتم إجراء فحوصات كثيرة لضمان سلامته، ولهذا لابد أن تجري تحت أعين الدولة ".

استغلال وفقر

وخلال تصريحات صحفية كشفت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن أهم الأسباب التي تؤدى بالشباب لبيع أعضائهم هو الفقر وقصور اللوائح والقوانين المنظمة والمتعلقة بالاتجار في الأعضاء البشرية أو التبرع بها، وهناك عمليات استغلال تحدث لهم.

مطالب للتقنين

"تفعيل تطبيق القانون فيما يخص نقل الأعضاء من الموتى للأحياء، وصياغة ضوابط صارمة تحكم هذا النشاط في حالة تفعيل إيجاد آلية منظمة لتبادل المعلومات بين الجهات المعنية بالتصدي للأنشطة غير المشروعة في تجارة الأعضاء وصولًا إلى بناء قاعدة بيانات موحدة لدى هذه الجهات".. تقول لمواجهة عمليات تجارة الأعضاء.