كشف الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، عن أن إنشاء بيت السحيمى كان وراءهقصة غريبة تمثلت في عملية دمج أكثر من منزل في ليكون منزلًا واحدًا فلا تجد وأنت فيه أي غرابة أو بناء نشاز، ولكنه دمج تم فيه مراعاة فن العمارة بذوق رفيع عال المستوى.
وقال عبد اللطيف إن هذا المنزل يعتبر واحدًا من أجمل وأعظم منازل القاهرة الأثرية حيث جمع كل مميزات المنزل في العصور الوسطى من عناصر معمارية وكتابات أثرية تحتوى على تاريخ إنشائه وتجديده.
وسمى هذا المنزل باسم بيت السحيمى نسبة إلى الشيخ أمين السحيمى شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر وهو آخر من سكن به وقد توفى هذا الرجل فى الثامن من أبريل عام 1347 هـ/ 1928م.
يقع فى حى الجمالية، أحد أحياء القاهرة القديمة، وعلى مقربة من تحصيناتها الشمالية وبالتحديد بشارع الدرب الأصفر المتفرع من شارع المعز لدين الله وبالنسبة لشارع الدرب الأصفر، فقد ذكره المقريزى وقال إنه يقع مكان المنحر الفاطمى القديم – أى المذبح الفاطمى – وقد سمى بالدرب الأصفر لأنه يقال أن معظم مبانيه كانت تميل فى لونها إلى الإصفرار.
وبنى فى العصر العثمانى ويتكون من قسمين الأول وهو الجنوبى وقد أنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوى سنة 1058 هـ/ 1648م وهذا القسم هو واجهة المنزل حاليًا ويطل على شارع الدرب الأصفر وهذه الواجهة مكونة من مجموعة قيمة من المشربيات والشبابيك الخرط الجميلة والدقيقة الصنع.
أما القسم الثانى وهو البحرى أو الشمالى فقد أنشأه الحاج إسماعيل بن شلبى سنة 1211 هـ/ 1796م وهو الذى أدمجه فى القسم الأول وجعل منهما منزلًا واحدًا وهذا القسم أكبر من القسم الجنوبى وفيه عدة قاعات أجملها وأعظمها القاعة البحرية المطلة على حديقة المنزل وبهذه الحجرة باب مصنوع من السن والزرنشان يرجع إلى القرن العاشر الهجرى/ السادس عشر الميلادى أى قبل إنشاء المنزل بقرن تقريبا وللمنزل سلالم أخرى تؤدى إلى بقية الحجرات ، كما أن به حماما بديعا وحديقة فسيحة.
وبالركن البحرى الشرقى للحديقة، توجد طاحونة كانت تستعمل لطحن الغلال وساقية كانت معدة لرى الحديقة الفسيحة ولإمداد المنزل بمياه الشرب، ويعتبر هذا المنزل تحفة فنية تتمثل فيها عظمة المنازل المصرية من حيث جمال التنسيق ودقة الصناعة والمحافظة على التقاليد ومراعاة العوامل الجغرافية.