حكاية وفدي ضحى بحياته ليفدي مصطفى النحاس من محاولة اغتياله

تحل اليوم الذكرى المئوية لثورة 1919، والتى خرج فيها الشعب المصرى بكل كفاحة للمطالبة بحقه فى الاستقلال الوطنى ضد الاحتلال الإنحليزى.
وشهدت هذه الثورة ظهور زعماء تاريخيين قادوا كفاح الشعب المصرى وكان لهم تأثير فى الحياة السياسية المصرية، ومن بينهم سينوت حنا، والذى كان من بين أعضاء الوفد المسافر إلى باريس لعرض قضية استقلال مصر على مؤتمر الصلح الذي عقد في فرساي عام 1919.
لم يبخل السياسى الوفدى بحياته لكى يفدى الزعيم الراحل مصطفى النحاس باشا من محاولة اغتيال ضمن محاولات الاغتيال السابعة التى نجا منها جميعها، إنه سينوت حنا السياسى الوفدى من مواليد محافظة أسيوط عام 1874، والذى توفى بالقاهرة متأثرا بجراحه التي أصابته يوم 8 يوليو بمدينة المنصورة، عندما كان يركب في سيارة مع "مصطفى النحاس باشا" وكان يشعر في قرارة نفسه بأن خطة دنيئة دبرتها حكومة إسماعيل صدقي لاغتيال "النحاس باشا".
الطعنة القاتلة
لمح سينوت أحد الجنود يسدد الحربة إلى صدر النحاس باشا، فتصدى له ليتلقى الطعنة القاتلة بدلا عنه، فانغرست في كتفه وانكسر النصل في لحمه وتدفقت دماؤه على ملابس النحاس باشا، وهاجت الجماهير العزلاء، فالتحمت بالجيش والبوليس.. وسقط 4 من الأهالي و3 من الجنود، وجرح حوالي 150 من الجانبين، وتوفي سينوت حنا في منزله بالجيزة.
صديق مصطفى كامل
وهذا الأمر لم يكن بالغريب على أحد أعضاء الوفد المصرى، الذى سافر في 8 أبريل عام 1919 إلى باريس مع أعضاء الوفد وبقى إلى آخر يوم قرر فيه الزعيم الراحل سعد زغلول باشا سعد أن يبقى، والذى كان في البداية صديقا شخصيا لمصطفى كامل زعيم الحزب الوطني، ووثيق الصلة بعضو اللجنة الإدارية للحزب الوطني "ويصا واصف".
مواقف وطنية
وكان لسينوت حنا مواقف وطنية مشرفة، حينما كان ناظر المعارف "سعد زغلول" في جولته الشهيرة بالوجه القبلي لتفقد المعاهد العلمية، وفي 18 يناير عام 1908 تناول سعد باشا طعام العشاء في منزل مدير أسيوط، وحضر هذا العشاء "سينوت حنا" ووقف "سينوت حنا" ضد محاولة "أخنوخ فانوس" تشكيل حزب طائفي باسم "الحزب المصري".
الوحدة الوطنية
وفي المؤتمر القبطي الذي عقد بأسيوط في 6 مارس 1911 نسق سينوت حنا جهوده مع أخيه بشري حنا الذي اختير رئيسا للمؤتمر للحيلولة دون العناصر الجامحة، وساعدهم في ذلك مطران أسيوط فرفعوا العلم المصري على المؤتمر، وتصاعدت الدعوة للوحدة الوطنية، وكان سينوت حنا أمين صندوق المؤتمر.
وعام 1914 وقف سينوت حنا إلى جانب سعد زغلول في مواجهة عدلي يكن في الجمعية التشريعية.