الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة الطالب «كيرة» مرعب الإنجليز.. طاردته إنجلترا 12 عاما وقتله العملاء في تركيا

أرشيفية - ثورة 1919
أرشيفية - ثورة 1919

كانت ثورة 1919 مثالًا يحتذى به في الوحدة الوطنية، واجتماع الشعب على كلمة سواء، الخلاص من الإنجليز كان شعار الشعب، والتوحد خلف القيادة السياسية برئاسة زعيم الوفد سعد زغلول هدفهم الأسمى، فالتفت جميع فئات الشعب، تجاره، وطلابه، وملاكه، خلف زعيم الوفد لنيل الحرية والاستقلال.

ومن بين الرجال الذين كانوا حول سعد زغلول، طالب كلية الطب الكيميائي أحمد عبد الحي كيرة، "بعبع الإنجليز" كما وصفه الكاتب والروائي الكبير يحيى حقي قائلًا :"بعبع الإنجليز يبحثون عنه بعد أن فتلوا له حبل المشنقة كنت لا ألقاه الا صدفة وألح عليه ان نأكل معا فيعتذر قائلا: قريبًا ان شاء الله".

كان عبد الحى كيرة طالبا في كلية الطب، واقتصر دوره على تمثيل الطالب المصري غير المهتم بالشأن السياسى والكاره للوطنية والمحب للاحتلال والمحتل، فقوبل ذلك بكراهية من زملائه، لكن كيرة كان له مخطط يتمثل في الدخول إلى معامل المدرسة وأخذ مواد تدخل في تركيب المتفجرات في أنابيب خاصة ويسلمها إلى اللجنة المختصة بصنع القنابل التي كان يشرف عليها الطالب أحمد ماهر " رئيس وزراء مصر 1944 : 1945 " ، وظل الأمر كذلك حتى اكتشف أمره في اعترافات قتلة السير لي ستاك عام 1924 ، وبدأت المخابرات البريطانية ملاحقته وأصبح واحدًا من أهم المطلوبين لديها.

هرب عبد الحي من ملاحقات الاحتلال البريطاني، فانتقل إلى ليبيا وتركيا بجوازات سفر مزيفة، وقيل إنه كان يسكن في ثلاث شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين، فقد كان أن المخابرات البريطانية لن تكف عن طلبه حتى لو فر إلى أقصى الأرض.

وظل كيرة مطاردًا هكذا، حتى جاءت النهاية. فبعد توقيع معاهدة 36 سافر إلى تركيا ثلاثة من عملاء الإنجليز في مصر .. ثلاثة من القلم السياسى هم " جريفز ، ماركو ، اسكندر بورجوزافو ".

استطاعوا استدراج عبد الحى إلى إحدى ضواحى إسطنبول واغتالوه ثم مثلوا بجثته وفروا عائدين إلى مصر، وظل جثمانه في العراء نهبا للبوم والغربان حتى كشف عنه البوليس التركي.