مر 49 عاما على مجزرة صهيونية ارتكبتها إسرائيل ضد أطفال عزل، ففى مثل هذا اليوم 8 أبريل 1970 خرج الأطفال في طريقهم إلى المدرسة الابتدائية بقرية "بحر البقر" في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وفجأة هاجمتهم طائرات الفانتوم الإسرائيلية التي قامت بتدمير المدرسة فوق رءوس التلاميذ.
وبالرغم من مرور الأيام والسنوات، إلا أن ذكرى الحادث الأليم، والذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلية، مازالت عالقة بالأذهان، ومازالت جراح أهالي الشهداء تنزف، حيث راح ضحية المجزرة 30 تلميذًا وخلفت وراءها 50 مصابًا.
ونددت مصر بالهجوم وأكدت أنه غير إنساني و متعمد، والهدف من ورائه إجبارها من إسرائيل على وقف إطلاق النار بحرب الاستنزاف، وقبول مبادرة روجرز، كما طالبت القاهرة وقتها، بعقد اجتماع عاجل للأمم المتحدة.
وردت إسرائيل حسب كذب ادعاءاتهم: "مقاتلاتنا لم تضرب سوى أهداف عسكرية فقط، وأن مدرسة بحر البقر ثكنة عسكرية مخفية، ووجود الأطفال بالمدرسة كان مجرد تمويه".

ذكرى المجزرة
قبل 49 عاما صوب الاحتلالالإسرائيلىطائراتهالفانتوم الأمريكية و5 قنابل متتالية، وصاروخين فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل، على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، لتتناثر أشلاء الطلاب فى كل مكان حيث كانت تكسو دماؤهم "الكراريس" والكتب.
ورحل 30 طفلاً لا ذنب لهم، وأصيب أكثر من 50 آخرين، فى المدرسة ليكملوا حياتهم بأجساد تحمل من تلك الذكرى ما لا يمكن نسيانه، وتحولت المدرسة التى كانت تتكون من طابق واحد فقط يضم ثلاثة فصول تحوى 150 طفلًا، إلى كوم من الأطلال، ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة "روجرز"، وكعادتها أكدت إسرائيل أنها قصفت أهدافًا عسكرية وليس مدرسة، لأن القصف جاء متزامنًا مع مساعٍ دولية لوقف حرب الاستنزاف

ودفعت الدولة تعويضات 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وخلدت ذكراهم بعد عشرات السنين
بـقصيدة "لم الكراريس" وجمع بعض متعلقات الأطفال من "مرايل"
و"أقلام" و"كتب" و"أحذية" وما تبقى من ملفات، فضلًا
عن بقايا لأجزاء من القنابل التى قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعًا فى متحف
عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالى 17 فصلًا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر
الإبتدائية"، تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر
البقر".

وبعد الحادث بدقائق قطعت الإذاعة المصرية بثها لتذيع بيانها العاجل: "أيها الأخوة المواطنون، جاءنا البيان التالي.. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم على جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران".
وسميت القريةبعد الحادث بـ"الشهداء" لكنها مازالت معروفة بين الأهالي باسمها القديم "بحر البقر".
وخرجت التظاهرات
الجماهيرية في مختلف عواصم الدول العربية، منددة بالمجزرة، ووحشة الجرم الإسرائيلي،
كما وصفت واشنطن المجزرة بأنها "أنباء مفزعة"، وعلى إثرها اضطرت تأجيل إمداد
إسرائيل بطائرات حديثة.
وقالت العاصمة الروسية
موسكو وقتئذ: "لم تنتقم إسرائيل من الجيش لكنها انتقمت من أطفال مدرسة"،
ولم تعلق الأمم المتحدة على المجزرة.