الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

همسات




** تأتي الدعوات التي تَزين بها الشارع المصري مؤخرًا تحت شعار "إنزل شارك", لتكون دعوة لاستكمال مسيرة النهضة والتنمية, ودعم الاستقرار والاصلاحات الاقتصادية التي بدأها الرئيس منذ تولي المهمة, وقد يثور تساؤل لدى الكثيرين وهو بالتأكيد تساؤل منطقي, مفاده هل كنا نحتاج حقًا لتلك التعديلات الدستورية أو على الأدق تعديل بعض مواد الدستور؟ استنادًا إلى أحكام المادة ٢٢٦ من الدستور, والمادة ١٤٠ من اللائحة الداخلية للمجلس. المعروف إن أى تعديل لدستور أي من البلدان يكون في مقدمات الاعتبار بناء مؤسسات ذات سيادة؛ لديها القدرة على مواصلة الجهود المبذولة لتدعيم وترسيخ المبادئ الدستورية, ومعالجة بعض البنود التي لم يتضمنها الدستور, أو على الأقل تعديله بناءً على ما يُستجد من متطلبات المرحلة التالية . في مسيرة النهضة والتنمية قد تبدو عثرات أو اقتراحات تتطلبها قوانيين تتوافق مع مستجدات المرحلة الحالية والمقبلة نتيجة الممارسات الديمقراطية؛ لذا لا يوجد في العالم دستور ثابت في الدنيا, إلا دستور الديانات الثلاثة التي أنزلها الله تبارك وتعالى, وكل الدساتير تتعرض للإضافة والتعديل, لذا بعد المرحلة التي مرت بها مصر وكان من نتيجتها الإطاحة بحكم أُتهم بالفساد وتعالت الأصوات بتعديل الدستور الذى أعده الإخوان ليتوافق مع فترة قيادتهم لمصر , ثم جاءت مرحلة تعديل الدستور الذي صاغة الاخوان من قبل ليتوافق مع ميولهم ورغباتهم . وبعد كشف زيفهم و الاطاحة بهم تم تشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور الذي جاء بروح التوافقية ولم يتضمن نصًا بعدم تعديله, لكن المستجدات التي طرأت على الساحة السياسية نتيجة الممارسات الفعلية أوجبت تعديل بعض المواد, ولا يجب أن نختزل التعديل فى المادة ١٤٠ المتعلقة بفترة حكم أى رئيس, فهناك إضافات أخرى تتعلق بضرورة دعم المرأة وتوسيع دائرة مشاركتها لتصل إلى ربع عدد الأعضاء, بعد ثبوت قدرتها على المشاركة والتأثير في مسيرة ودعم التنمية, كذلك دعم تمثيل الشباب والأقباط وذوي الإعاقة والمصريين المقيمين في الخارج بمواد دستورية لا تقبل التشكيك في مدى سلامة قانونيتها فيما بعد .

كما تتطلب المرحلة القادمة ضرورة إنشاء ما يسمى بالجناح البرلماني الثاني لتسير الحياة البرلمانية فى مصر وفق قاعدة الجناحين المطلوبة لتسيير ودعم الحياة البرلمانية, وكان الاقتراح بعودة مجلس الشورى, واقترح البعض أن يسمى "مجلس الشيوخ" على أن يضم الخبرات التى افتقدها ويحتاجها البرلمان ؛ ليكون العين الصادقة لدراسة القوانيين وإصلاح ما بها من ثغرات قانونية, والأهم هو وضع الدراسات المهمة في كافة المجالات التي نحتاج في حقيقة الأمر لأراء خبرات كثير من العلماء, التي تفخر بهم مصر , ويتعففون عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية, نتيجة كثير من الأمور التي يصعب معها التعامل من خلال ثقافة هؤلاء العلماء , والتي لا يمكن أن تتعامل مطلقًا مع مفردات تتطلبها الانتخابات في الشارع . إنَّ اختزال التعديلات الدستورية فى تعديل مدة الرئاسة فقط هو أمر يردده المتربصون أعضاء حزب الشائعات , لنشر البلبلة في الشارع المصري, الذي أصبح يعي ما تتطلبه المرحلة أكثر من هؤلاء, لكن الحقيقة هو جاء لمعالجة القصور الشديد في تحديد مدة تولي رئاسة الجمهورية لتصبح 6 سنوات بدلًا من 4 سنوات, التي وضعت في ظروف كانت تتطلبها تلك المرحلة لعدم المزايدة, ونتيجة التشبع بثورة الشارع المصري, ورفضه حكم الفرد الدائم . لكن أثبتت المتطلبات التي استمدتها المرحلة من واقع مسيرة قادها الرئيس "عبد الفتاح السيسي" نحو مزيد من الاستقرار والنهضة والتنمية, وتتطلب الواقع والظروف المحيطة بمصر أن تمتد تلك الفترة لتعطيه القدرة والوقت على تحقيق خطط التنمية, خاصة بعد عودة مصر بقوة لريادتها في المنطقة, وكونها دولة محورية تقبع على طاولتها ظروف المنطقة, والصراعات المتوالية والتي يجد الكثيرين الملاذ في الحل والدعم المصري. 

أيضًا كان من المطلوب للمرحلة المقبلة ضرورة وجود واستحداث منصب نائب رئيس الجمهورية؛ لمعاونة الرئيس فى مهامه, بالإضافة إلى ضرورة إجراء بعض الإصلاحات في نظام اختيار رؤساء الجهات والهيئات القضائية, وكذلك النائب العام, ورئيس المحكمة الدستورية العليا, مع التأكيد على احترام القضاء ودوره, وكذلك دور القوات المسلحة وطريقة اختيار وزير الدفاع من قِبَّل المجلس العسكري دون النظر للمدة الرئاسية, ولا يبقى سوى المشاركة الفعالة من جميع المصريين المخلصين بالمشاركة فى إبداء الرأي على التعديلات الدستورية ..

انزل شارك قول رأيك .


** الدعوة التي وجهها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للرئيسي "عبد الفتاح السيسي" لزيارة أمريكا الأسبوع الماضي -التي عاد منها الرئيس بسلامة الله- أثبتت دور مصر الرائد والفعال كدولة محورية, تتطلع إليها أمريكا قبل اتخاذ أي قرار يخص المنطقة. لذا كان التأكيد المصري على لسان الرئيس بعدم التفريط في أي شبر من أراضي سيناء, واعتبار التراب المصري أمن قومي, والتأكيد على عروبة مصر, وحرصها على أمن وسلامة جيرانها, ولم يكن غريبًا على القائد تلك الرسائل التي أرسلها في صمت, وكانت على أرض الواقع ليفهم من يفهم, وكان تنفيذ المناورات العسكرية بدر ٢٠١٩ في سيناء ما هي إلا لإثبات قدرات القوات المسلحة المصرية على أرض سيناء؛ التي لن تتخلى عنها مصر, وأيضًا استكمال المنشأت الخدمية والسكنية, والإعلان عن استكمال مراحل الشقق الجديدة تلك هي رسائل التعمير لسيناء أرض العزة والكرامة.


** وسط أجواء الانتخابات الإسرائيلية التي أكدت إعادة انتخاب "نتنياهو" رئيسًا للوزراء في إسرائيل مرة آخرى يبدو في الأفق مستقبل مظلم للقضية الفلسطينية, وهضبة الجولان التي أعلنت إسرائيل سيادتها عليها, بناءً على دعم أمريكي يقرر الاعتراف بضم وسيادة إسرائيل على الهضبة, لا أُخفي عنكم إحساسي عقب فوز "نتنياهو" أنا لا أرى في الأفق أي بوادر للمصالحة والتقارب واستعادة الأرض, طالما تسير إسرائيل بنهج "نتنياهو" ودعم "ترامب".
لا تقولوا عني محبط أو متشائم.
لكنه الواقع يا سادة !!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط