أوبرا دمنهور.. تحفة معمارية تجسد خصائص العمارة المصرية.. تدهورت في منتصف الثمانينيات فأغلقت أبوابها.. وافتتحت في 2009.. وتزينت لـ مهرجان الفولكلور.. وتستعد لروحانيات رمضان.. صور

افتتحت أوبرا دمنهور في عهد الملك فؤاد الأول في سنة 1930م علي غرار أوبرا القاهرة التي احترقت في سبعينيات القرن الماضي، وقام الملك فؤاد بوضع حجر الأساس لمبنى البلدية والسينما والمكتبة في الثامن من نوفمبر سنة 1930م، وأطلق على القسم الغربي من المبنى "سينما وتياترو فاروق"، ثم تغير الاسم من "سينما فاروق" إلى "سينما البلدية" في سنة 1952م، وظل الأمر على ذلك حتى سنة 1977م عندما تغير الاسم إلى "سينما النصر الشتوي"، وأخيرًا أطلق عليها "مسرح وأوبرا دمنهور".
أما المكتبة فقد سميت "مكتبة الملك فؤاد"، ثم أطلق عليها اسم الأديب الراحل توفيق الحكيم، ويشغل مبنى البلدية القسم الشرقي، بينما يشغل مبنى السينما والمسرح القسم الغربي.
ويعد مسرح وأوبرا دمنهور تحفة معمارية تتجسد فيها خصائص العمارة المصرية في بداية العقد الرابع من القرن الماضي، ويتبع المسرح من حيث التخطيط طراز الأوبرا الإيطالية الذي وفد إلى مصر في عصر الخديوي إسماعيل، ثم ساد عمارة هذا النوع من المنشآت.
وينفرد هذا المسرح باستخدام عناصر معمارية وزخرفية إسلامية الطراز، وقد نجح المعماري الإيطالي فيروتشي نجاحًا تامًا في المزج بين التخطيط الأوروبي الوافد الذي يتناسب مع الوظيفة، وبين العناصر المعمارية الإسلامية التي كانت مستخدمة منذ العصر الفاطمي وما تلاه من عصور ومنها العقود المنكسرة.
ونظرًا للقيمة الفنية والمعمارية للمسرح، والتي تعبر بصدق عن عمارة المسارح المصرية في بدايات القرن الماضي فضلًا عن إبرازه للعناصر الفنية من زخارف نباتية وهندسية وعقود دائرية وأخرى على الطراز الأندلسي في مجموعة المداخل، ونظرًا لأن المسرح قد تم افتتاحه في الثلاثينيات من القرن الماضي وهو يعتبر مكملًا لمسرح سيد درويش بالإسكندرية والذي شيد في عهد الملك فؤاد، فقد قام قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى لللآثار بتسجيله كأثر إسلامي بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في عام 1988م وصدور قرار وزير الثقافة رقم 499 لسنة 1990م بتسجيل المسرح وذلك للمحافظة على عناصره الفنية والمعمارية.
وتم ضم المبنى إلى قوائم مباني ذات القيمة الفنية والتاريخية بمحافظة البحيرة بعد العرض على اللجنة المشكلة بقرار رئيس الوزراء الصادر في 30 سبتمبر عام 1998م.
وفي منتصف الثمانينات تدهورت حالة المسرح خاصة من الناحية الإنشائية، فقد أدى عدم إجراء أعمال الصيانة والترميم الدورية للمسرح مع سوء الاستخدام إلى ظهور العديد من المشكلات الإنشائية أهمها تدهور وتحلل الخرسانة المسلحة لأسقف المسرح، وانهيار جزء كبير من قبة صالة المسرح، كما ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسرب المياة إلى ممرات المسرح قد أثر على حالة الأساسات بالكامل.
وفي الثمانينات أغلق المسرح وتوقفت جميع انشطته التي كانت تمارس عليه وأصبح المسرح في حالة يرثى لها، إلى أن قامت وزارة الثقافة بترميمه وتزويده بأحدث وسائل العرض والإضاءة ليواكب احدث مسارح مصر والعالم.
وقامت سوزان مبارك حرم الرئيس الأسبق بافتتاح دار أوبرا دمنهور في 7 مايو 2009م، وشارك في حفل الافتتاح 200 فنان من فرق الأوبرا المختلفة وقام الوزير فاروق حسني بالقاء كلمة عقبها عرض فيلم تسجيلي عن تاريح إنشاء المسرح ومراحل الترميم.
وعزف أوركسترا القاهرة في حفل الافتتاح أوبرا "زواج فيجارو" للموسيقار "موتسارت"، وقدمت فرقة باليه القاهرة مشهد من باليه "أوديسيوس". واختتم الحفل بمشهد من باليه "زوربا".
وتزينت دار أوبرا دمنهور مؤخرًا، بأعلام الدول المشاركة في مهرجان دمنهور الدولى السابع للفولكلور والذى أقيم خلال الفترة من الجمعة 5 إبريل المقبل، وحتى الخميس 11 إبريل.
وشارك في المهرجان 12 فرقة من الدول الأجنبية والعربية، بالإضافة إلى 15 فرقة مصرية ليبلغ إجمالى عدد الفرق المشاركة إلى 27 فرقة.
ومن المقرر أن تشهد أوبرا دمنهور خلال شهر رمضان المبارك، مجموعة من العروض تجمع بين سهرات للدول العربية وأمسيات موسيقية وغنائية متميزة ذات صبغة روحانية ودينية تسمو بالمشاعر والوجدان، بالإضافة إلى فرق فنية شابة متفردة مع ليالي لنجوم الموسيقى والغناء في مصر والوطن العربي هذا إلى جانب فعاليات برنامج الموسم الفني للأوبرا.
وتحتضن أوبرا دمنهور أمسيات لكل من الشيخ إيهاب يونس، نوران أبو طالب، فرقة ريجا كايرو وياسر أنور، إلى جانب حفلا لأوركسترا القاهرة السيمفوني، فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية، أمسية موسيقية لعازفة البيانو العالمية مشيرة عيسى، فرقة أوبرا القاهرة، بث مباشر من أوبرا المتروبوليتان لعرض ديالوج دي كارميليتس لـ فرانسيس بولينس، وهابيات ، فرقة الموسيقى العربية للتراث، كلثوميات، كورال أوبرا القاهرة، فرقة الإنشاد الديني، الفرقة القومية العربية للموسيقي، فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي.