المبيد الحشري الكلورفينابير، في واقعة مأساوية بقرية دلجا في مركز ديرمواس بمحافظة المنيا، توفي ستة أطفال ووالدهم نتيجة التسمم بمبيد زراعي نادر الاستخدام، هو كلورفينابير Chlorfenapyr.
فى إطار هذه الواقعة التى شغلت الرأئ العام، ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، فقد نسلط الضوء على خطورة هذا المبيد هو كلورفينابير Chlorfenapyr، وطبيعته السامة غير المعتادة، إلى جانب سرعة تحرك الجهات الأمنية والنيابة العامة لتحقيقات واسعة، أدت لإكتشاف الحقيقة.
ما هو مبيد الكلورفينابير؟ وكيف يعمل؟
قالت سارة سلام أخصائي التحاليل الطبية، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، الخصائص الكيميائية والتصنيف، للمبيد الحشري كلورفينابير هو مبيد حشري من فئة الـ البيرول المهلجنة، ويُعد مبيداً غير نشط (pro-insecticide) يتحول إلى مركب سام في داخل جسم الكائن المستهدف، تتميز تركيبته الكيميائية بـ C₁₅H₁₁BrClF₃N₂O، ويصنف ضمن مواد خطيرة وفق تصنيف GHS .
كيف يعمل مبيد كلورفينابير Chlorfenapyr بعد دخوله جسم الأنسان؟

بعد دخوله الجسم، تتحول مادته إلى tralopyril (CL 303268)، الذي يُحدِث اضطرابًا في الميتوكوندريا، مما يوقف إنتاج الطاقة ATP، ويؤدي إلى موت الخلايا ومن ثم الكائن .
التسمم والسمية البيئية لمبيد كلورفينابير Chlorfenapyr
المادة شديدة السمية للبيئة خاصة للماء، وتصنّف بأنها متوسطة السمية للبشر بحسب منظمة الصحة العالمية، لكنها خطيرة جداً عند سوء الاستخدام .
أعراض التسمم وارتفاع حدة الخطورة نتيجة تناول الكلورفينابير

أعراض سريرية متأخرة وخطيرة، غالبًا ما تظهر الأعراض بعد فترة تأخير من ساعات إلى أيام وحتى 1–20 يومًا، وتشمل:
- حمى شديدة
- تشنجات
- اضطراب الوعي
- صعوبة في التنفس
- فشل في وظائف الكبد والكلى
- وقد تصل إلى الوفاة فجأة .
عقبة في التشخيص والعلاج

لا يوجد ترياق Antidote محدد للتسمم بهذا المبيد، والعلاج يحمل طابعًا داعمًا فقط مثل الرعاية المركزة، دعم التنفس، التبريد، والسوائل الوريدية، مع إمكانية استخدام غسيل المعدة أو الفحم النشط في المراحل المبكرة .
النصائح الوقائية تشمل
- تجنّب استخدامه داخل المساكن أو الأماكن المغلقة.
- ارتداء معدات الوقاية عند استعماله في الحقول.
- عدم تركه في متناول الأطفال أو غير المختصين.
- ضرورة الانتظار فترة كافية قبل معالجة المحصول أو الحصاد.
- تكثيف حملات التوعية من وزارة الزراعة ووزارات الصحة لضمان سلامة المواطنين.
التحقيقات فى واقعة الوفاة
إلحاقًا ببيانها السابق بشأن واقعة وفاة ستة أطفال ووالدهم بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، فقد استكملت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة.
النيابة العامة تأمر بحبس المتهمة في واقعة وفاة عدد من الأطفال ووالدهم بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
وقد وردت تقارير مصلحة الطب الشرعي والمعامل الكيميائية مؤكدة أن سبب الوفاة هو تسمم المجني عليهم بمبيد حشري شديد السُميّة يُسمى “الكلوروفينابير”، والذي يؤدي إلى انهيار التنظيم الحراري للجسم وفشل الأجهزة الحيوية حتى توقفها عن العمل، وقد وُجدت آثاره بالعينات المأخوذة من جثامين المتوفين.
وفي إطار حرص النيابة العامة على كشف ملابسات الواقعة، انتقل فريق منها يرافقه خبراء السموم بمصلحة الطب الشرعي لإجراء معاينة لمحل إقامة الأب وأطفاله بمنزل الزوجة الأولى، وكذا منزل الزوجة الثانية، حيث أسفرت المعاينة وفحص العينات المأخوذة من أواني تقديم الطعام وبقايا الخبز عن احتوائها على المبيد السام المشار إليه، كما تبين وجود آثاره بمعدات الطهي وإعداد الخبز في منزل الزوجة الثانية. وعلى أثر ذلك طلبت النيابة العامة تحريات الشرطة حول الواقعة، والتي أسفرت عن قيام زوجة الأب الثانية بارتكابها.
هذا، وباستجواب المتهمة أقرت بأنها قامت بإعداد بعض أرغفة الخبز ووضعت بداخل بعضها كمية من المبيد الحشري، ثم أرسلتها إلى منزل الزوجة الأولى حيث كان يقيم الأب وأطفاله، فأصيبوا تباعًا بأعراض الإعياء حتى حدثت حالات الوفاة. وقد أنكرت قصدها قتلهم عمدًا، إلا أنها اعترفت بواقعة خلط المبيد بالخبز وإرساله كيدًا بالزوجة الأولى.
وعليه، أمرت النيابة العامة بحبس المتهمة أربعة أيام احتياطيًا، وجارٍ استكمال التحقيقات.