الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

همسات


** جاءت نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى أقرها الشعب لتؤكد على مفاهيم راسخة لدى الشعب المصرى فى تلبية نداء الوطن ؛ لتدعيم نهج الاستقرار الوطنى لمرحلة ذات صياغة جديدة لمنظومة عمل متكامل, الشعب المصرى الذى شارك بجدية وخرج ليثبت للقوى المتربصة أنه شريك أساسى فى صنع القرار، وأن من يراهنون على أن الغالبية العظمى من المصريين لا يبالون بما يجرى علي الساحة السياسية هم أصحاب نظرية تشاؤمية, من شأنها بث روح الانهزامية فى الجيل الصاعد، غير أن المُلفت للنظر بعد صعود مؤشر المشاركة النسائية هو مشاركة الشباب, ومهما كان القرار الذى يتخذه الشباب بحرية تامة, ومهما اختلفت الرؤى إلا أن الإجماع كان على أهمية المشاركة فى صنع القرار. الشعب المصرى بكل فئاته أثبت أنه حقًا منارة لشعوب تتطلع لمزيد من الاستقرار والمشاركة السياسية وضرورة تلبية نداء الواجب، وطمس تلك الروح المحبطة التى كانت تتداول فى الماضى بأن أصوات المصريين لا قيمة لها, وأن النتيجة معدة سلفًا. كامل تقديري لكل من شارك مهما كان رأيه, فمن قال نعم اختار الصالح من وجهة نظره فى حب مصر , ومن قال لا اختار من وجهة نظره فى حب مصر, الخلاف تداول لكن الهدف واحد, لكن اتمني الحفاظ على ثقافة روح الاختلاف والخلاف, فاتهام المؤيد بأنه مطبلاتى شئ يدعو للآسف، خاصةً إن جاء على لسان من يدعون الإيمان بالديمقراطية وحرية الرأي، ويتحلون برداء الثقافة, ولا يجب أن يتهم البعض من قال لا بحريته بموضوعية وبدون متاجرة بأنه عميل وجاهل, فلابد أن نحترم آراء الآخرين، فالله سبحانه وتعالى لم يجتمع عليه البشر الذين خلقهم، ولا الرسل اجتمع عليها أبناء قومهم, فيجب أن نتعلم كيف نختلف وكيف نحترم من يخالفنا فى الرأى بدون استخدام ألفاظ غير محترمة مثل "مطبلاتى أو عميل".

** تأتى ذكرى الاحتفالات بأعياد تحرير آخر شبر من أرض سيناء لتعيد للأذهان تلك الملحمة البطولية التى نفذها أبطال مصر الشهداء منهم والأحياء لتحرير أرض الفيروز, بطولات قدمها جنود مصر فى خلال ٦ ساعات عقب بدء الحرب, وكانت مصر العبور فى السادس من اكتوبر ٧٣ تهدم وتحطم ٦ سنوات من الغطرسة الإسرائيلية, بالإضافة لتحطيم أقوى أسطورة دفاعية فى العالم حتى الآن وهي خط بارليف؛ الذى أنشأته إسرائيل على حدود القناة كساتر ترابى بارتفاع ٢٣ مترًا, ليكون حائط صد لمنع عبور أبطالنا البواسل لسيناء لمدة خمسين سنة كما أشاعت إسرائيل , ودعمت الساتر بأنابيب النابالم تحت الماء حتى إذا نزلت قواتنا بقواربها فى مياه القنال لتعبر تقوم إسرائيل بفتح أنابيب النابالم, لتتحول مياه القناة إلى جحيم يحرق كل شيء. 

لكن بفضل الله وأبطالنا المصريين استطاعت قواتنا إغلاق فتحات أنابيب النابالم بنجاح شديد قبل العبور عن طريق الضفادع البشرية , ولحظة العبور تم تحطيم خط بارليف عن طريق خراطيم المياه التى ابتكرها وقادها اللواء الراحل "باقى زكى" الذى شرفت بلقائه, وروى لى أسرار تلك العمليات, وتم تحطيم خط بارليف وسط ذهول الإسرائيليين وعبور القوات المصرية القناة فى ٦ ساعات, وتراجعت قوات العدو من توالي ضربات الطلعات الجوية مما أدى لاستغاثة "جولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل حينها بأمريكا, وعلى الفور أرسل الرئيس الأمريكى حينها "نيكسون" مبعوثه الخاص لمعرفة الأمر على أرض الواقع, وعقب التأكد من بدء هزيمة السلاح الأمريكى فى الحرب فى مواجهة السلاح الروسى الذى كانت تستخدمه مصر و تم فتح مجال جوى لإمداد إسرائيل بما تحتاجه عسكريا , وأبلغ المندوب الأمريكى القادة الإسرائيليون بضرورة إخراج سلاح الجو المصرى من المعركة واحتلال أى جزء من سيناء ليكونوا فى موقف قوة عند المطالبة بمفاوضات لوقف إطلاق النار, والتى قادها حينها وزير الخارجية الأمريكى "هنرى كسينجر", أسرار كثيرة لبطولات ساهمت فى النصر العالمى والعبور العظيم استمعت لها من قادتها الحقيقيين خلال لقائى ببعضهم. وكان للشرطة العسكرية دور بطولى وهام فى توفير وتنظيم عبور خمس فِرَّق قوامها ٥٠ ألف جندى لسيناء خلال ساعات قليلة؛ مما ساهم فى تنظيم خطوط باقى الأسلحة وتنفيذ خطة العبور بدقة متناهية, رحم الله بطل الحرب والسلام الرئيس "محمد أنور السادات" وشهداء العبور العظيم, ونذكر أيضًا بكل التقدير الدور البطولى الذى قامت به القوات الجوية وقائدها الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" وكل قادة وأفراد القوات المسلحة لهم كل الاحترام والتقدير, ونذكر بكل التقدير الموقف العربى المشرف والمساند لمصر, ولا ننسى دور الملك "فيصل" رحمة الله عليه, التاريخ يجب أن يُكتب بأمانة لتتعرف الأجيال القادمة على التاريخ الحقيقى بدون مجاملة أو تزييف أو أهواء.


** أثبتت مصر أنها رائدة فى مساندة الثورات التحررية فى دول الجوار, أو بالأدق دول ظهير الأمن القومى المصرى, فالثورة السودانية على نظام "البشير" الذى حكم السودان وهو فى سن الخامسة والأربعين لمدة ثلاثين عامًا بالتمام والكمال انتهت ١١ إبريل الماضى, وكانت حكمة القيادة السياسية في مصر هى رؤية مطالب الشعب السودانى ومساندته دون التدخل فى فرض وجهة نظر على أحد, أو التدخل فى الشئون الداخلية للأشقاء. ومع تزايد السخط الشعبى وتبنى تجمع المهنيين قيادة الثورة لفئات الشعب المختلفة تحقق الانتصار, وساندت القوات المسلحة السودانية مطالب الشعب, وتولى الجيش مقاليد الحكم لحين استقرار الأوضاع وتسليم السلطة لحكومة مدنية, وما حدث فى السودان تجربة فريدة تستحق الإشارة والإشادة بالانحياز لمطالب الشعب السودانى, حيث قامت وفى يوم واحد ثلاث ثورات على الحكم, نالت اهتمام الجانب المصرى الذى ساند فى النهاية الشرعية.
فملف السودان لابد أن ينال منا بشكل عام اهتمام على مستوى يُشعرنا بأهمية المدخل الجنوبى, وبشكل شخصى فأنا أحب الشعب السودانى, وتربطنى ببعض قياداته علاقات ودية, ونظرًا لحبى له ولشعبه وأيضًا لأهميته لأمن مصر القومى وطوال الأيام الماضية أتابع عن قرب وأراسل أصدقائى السودانيين المتخصصين لمعرفة الذى حدث و يحدث بالضبط, ونظرًا لأهميته نتناوله بدقة لحدوث ثلاثة عمليات لتولي السلطة فى ساعات قليلة: ففى يوم الخميس الموافق ١١ من إبريل تمت ثلاثة عمليات لقيادة الحكم كما ذكر الباحث السياسى صديقى العزيز "ماهر فرغلى", وكانت أولاها تولي الفريق "عماد عدوى" والفريق "ياسر حسن العطا" على مقاليد الحكم وتنحية الفريق البشير وأعلنا استقلالهما بالحكم.
بعدها قاد الفريق أول "عوض بن عوف"
حملة على الفريق "عماد عدوى وياسر العطا" واقتيدا للسجن, وبينما الفريق "إبن عوف" يريد إذاعة بيان القوات المسلحة فى تمام السابعة صباحًا فى الإذاعة والتلفزيون السودانى الرسمى تفاجأ بمطالب الشارع السوداني يقودها الفريق "البرهان" فقام بالتحفظ علي الفريق ابن عوف المقرب من البشير بتخطيط من الفريق "مصطفى أبو عشرة", والفريق "محمد حمدان" -الشهير بالفريق حميدتى- واللواء "عبد المحمود" - قائد المنطقة العسكرية بعطبرة التى كان لها أثر كبير فى بداية الثورة السودانية وتدعيمها- و أثناء ما أفراد الفريق البرهان قاموا بالقبض على أفراد النظام السابق نسوا تأمين القيادة؛ لذا فقد باغتهم الفريق أول "كمال عبد المعروف" بهجمة مضادة, وانقلب عليهم وأودعهم السجن, وأعاد رئيس المخابرات "صلاح قوش وإبن عوف" من السجن للقيادة وأطلق سراح من تم القبض عليه من أيدى الفريق البرهان, وفى اليوم التالى يوم الجمعة تم إرسال قوة عسكرية من مدينة عطبرة إلى الخرطوم, وكان صلاح قوش وعبد المعروف فى القيادة للتشاور مع التجمعات السياسية, وقبل دخول القوات للخرطوم تم استدعاء إبن عوف من منزله بواسطة الفريق حميدتى, وسمع أصوات الجماهير الرافضة له, ولعبد المعروف وصلاح قوش والإخوان وبعد وصول الجيش القادم من عطبره للقيادة بعد صلاة المغرب خيّر الفريق إبن عوف بين التنحى أو الاقالة , واختار التنحى وخرج الفريق البرهان من السجن, واستلم رئاسة المجلس العسكرى وتولى القيادة فى السودان بدعم كامل من بعض الدول العربية, الموقف المصرى كان مساندًا للشرعية ولاختيار الشارع السودانى, لذا جاء متوافقًا مع القيادة الجديدة مساندة لها داعمًا لها فى الإتحاد الإفريقى الذى هدد عن طريق مجلس السلم والأمن بضرورة تسليم السلطة لحكومة مدنية وأمهل المجلس العسكرى ١٥ يومًا لتسليم السلطة, وإلا سيتم تعليق عضوية السودان فى الإتحاد الإفريقى, وهو إجراء روتينى يتم من قِبَّل المجلس فى تلك الأمور, وجاءت المشاورات السودانية مع القيادة المصرية لتدعيم الشرعية السودانية ولمساندتها وبتدخل مصرى تم مد مهلة تسليم السلطة لحكومة مدنية سودانية لحوالى ٣ أشهر لإعادة ترتيب الأوراق واستقرار الأوضاع و عقد الاجتماعات التشاورية مع ممثلي الشعب السوداني للمساعدة فى تثبيت أسس الحكم وتلبية مطالب القوى السودانية,
بتسليم السلطة لحكومة توافقية مدنية ...
السودان أمن مصر القومى من الجنوب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط