الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شريف مدكور .. وسر المشاعر المؤجلة !!



مشاعرُ الحُب التي تفجرت فجأة تجاه الإعلامي شريف مدكور، بالتزامُن مع كشفه حقيقة مرضه، لم تكن مُفاجئة لي، بل كانت تُجسد بوضوح حقيقة معدن المصريين الأصيل وروحهم الطيبة، ولكن رغم ذلك، لم أستطع منع نفسي من التساؤل: إلى متى سنظلُ نؤجل التعبير عن مشاعرنا الطيبة؟

عاش شريف مدكور قبل هذه اللحظة الفارقة في حياته، وهو لا يعلمُ أن وراءه هذا الحشد من المُحبين الذي ليسوا بالضرورة من المُتابعين له، ورغم ذلك كان مستمرًا في تقديم كُل جديد من خلال أي نافذة أطل من خلالها، وواصل الالتزام بالخط الذي اتخذه لنفسه منذ بدايته، وهو تقديم محتوى اجتماعي هادف، يتضمن خطوط الموضة، ووصفة الطهي، والمعلومة الطبية، ليكون دومًا كمن يلعب في ملعبه ووسط جمهوره، وتلك إحدى قواعد النجاح.

وأكثرُ ما يُثير الإعجاب في "شريف مدكور"، هو تلك الطاقة الكامنة في داخله، التي تجعله دومًا قادرًا على العمل والعطاء، مُؤمنًا بما يقدمه، دُونَ أن يشغله أبدًا ما يقال من وراء ظهره، فهو غالبًا لا يتطلع إلى الوراء، وربما يعدُ ذلك أحد أهم أسباب النجاح، لاسيما لمن يُمارس مهمة تقديم محتوى لجمهور عام، حيثُ يُصبح من المستحيل إرضاء كافة الأذواق، والوصول إلى درجة رضاء كامل، فيكونُ المعيار هو مدى رضاءك أنت عما تقدمه.

إذا كُنتَ ممن أجل التعبير عن مشاعره الطيبة لشريف مدكور حتى هذه اللحظة، فلابُد أن تُدرك أن لديه قاعدة جماهيرية عريضة، تتابعه، وتهتم بما يقدمه، وتستفيد منه، والمتابعُ لصفحات برنامجه على وسائل التواصل الاجتماعي، والتفاعل الذي تشهده، يُدرك ذلك، وإن كانت تركيبة جمهور البرنامج الاجتماعي تختلف عن نظيرتها لدى أي برنامج سياسي أو رياضي، ففي مصر الكثير من المُهتمين بالملفات التي تُسلط برامج شريف مدكور الضوء عليها، وهو الأمر الذي يعكسه التنوع في نسيج الشعب المصري.

التعبير عن الحب يغدو أحيانا كشطيرة بيتزا باردة، لا تُغري من تقدم إليه، وكذلك المشاعر المؤجلة، التي ربما انتظرها المرء طويلًا، حتى باتت عند قدومها لا تعني له شيئًا ولا يكترثُ بها، ولكن أرجو أن تكون تظاهرة الحب التي تحيط بشريف مدكور الآن، دفعة معنوية إيجابية له، وخط دفاع محصن يُعينه على المواجهة التي تنتظره مع هذا المرض اللعين، ولعل هذه التجربة تُمثل درسًا لنا.. لا تؤجلوا مشاعر الحب، لا تكتموها، عبروا عنها، أطلقوا لها العنان، قبل أن تغدو كلماتكم باردة باهتة لا تُثير الرضا أو الشهية.

شفى الله شريف مدكور.. ولعن الله السرطان
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط