الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زى انهارده.. توقيع اتفاقية سايكس بيكو.. كيف غيرت خريطة الشرق الأوسط؟

خريطة سايكس بيكو
خريطة سايكس بيكو لتقسيم الشرق الأوسط

جاءت اتفاقية سايكس بيكو في شكل تفاهم سرى بين فرنسا وبريطانيا بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا وبدأ التفاهم على هذه الاتفاقية في نوفمبر ١٩١٥ وتم توقيعها فى مثل هذا اليوم في ١٦ مايو ١٩١٦ واكتسبت الاتفاقية اسمها من الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس.

 وقد جرت المفاوضات حولها سرا وفى سياقها تم تداول وتبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية إلى أن تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى الحكم في روسيا عام ١٩١٧، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية- الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين مكماهون، وعلى إثر إبرام هذه الاتفاقية تم اقتسام تركة الرجل العثماني المريض وتقسيم الهلال الخصيب فحصلت فرنسا على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق، وامتدت مناطق سيطرة بريطانيا من طرف بلاد الشام الجنوبى متوسعة بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربى والمنطقة الفرنسية في سوريا، كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها كما نص الاتفاق على منح بريطانيا ميناءى حيفا وعكا، وتكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا استخدام ميناء الإسكندرية.


البادية كانت .. من السر للعلن

بدأ الأمر حينما كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني في صيف عام 1916، وكانت تتنازع بريطانيا على مناطق النفوذ والسيطرة في الشرق الأوسط مع فرنسا، التي كانت تحتل مناطق كثيرة بها أيضا.

وكانت نقطة البداية في اجتماع سري ما بين السير "مارك سايكس" من بريطانيا، والسيد "إم فرانسوا جورج بيكو" من فرنسا.

وتفاوض الطرفان في تقسيم كعكة الشرق الأوسط فيما بين البلدين، لحرمان روسيا القيصرية من استغلال فرصة تصارعهما في الدخول وفرض أمر واقع بالسيطرة على مناطق كثيرة بها.


وكانت بريطانيا حينها تسيطر على مصر وفلسطين وأجزاء من المملكة العربية السعودية، التي كان يطلق عليها الحجاز ومناطق من العراق، التي لم تكن قد أعلنت دولة حتى الآن، وكانت فرنسا تسيطر على سوريا، فيما كانت روسيا، منذ أيام بطرس الأكبر، تسيطر على تركيا بما في ذلك القسطنطينية ومضيق الدرنديل، تلك القناة الواصلة ما بين البحر الأسود إلى البحر المتوسط، والتي كانت تربط الأسطول الروسي بالمياه الدافئة.

ولكن انهارت السيطرة الروسية على تركيا، بعدما قامت الثورة البلشفية وظهرت تركيا العلمانية إلى السطح فباتت تركيا خارج معادلة الصفقة السرية ما بين بريطانيا وفرنسا.

واستمرت المفاوضات لعدة أشهر، واعتمد السيد بيكو على مهاراته الاستثنائية في الدبلوماسية، حيث كان يوصف بأنه أحد الموهوبين القلائل في السلك الدبلوماسي الدولي، ولكن السير سايكس كان يحكمه مجموعة من الالتزامات فرضتها عليه السلطات المدنية والعسكرية، بحيث لا يفرض في أي شبر من مصر أو السودان، التي كانت البعثات الأكاديمية تقوم بمجموعة كبرى من الكشوف الأثرية بهما، كما أنها كانت تسعى بقوة لأن تكون مسيطرة على المنطقة من النيل إلى الفرات؛ حتى تكن بمثابة دعم لوجيستي لها في الهند، التي كانت تحتلها في تلك الفترة.


كيف غيرت ملامح الشرق الأوسط

تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات وأقاليم وفقًا لمصالح الدول الغربية فى المنطقة، من الناحية الاقتصادية والسياسية، إضافة إلى الحفاظ على أمن دولة إسرائيل، حلم طالما داعب الدول الإمبريالية الكبرى، من بريطانيا العظمى وفرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الأرض ظهرت نتائج تلك المؤامرة فى صورة تحريض واستعمار وحروب بالوكالة، نجحت فى نهاية الأمر فى تغيير الخريطة على الأرض كما واضح حاليا فى سوريا وليبيا وفلسطين والعراق 

ثانى محاولات التقسيم والتدخل جاءت عام 1957، حين أعلن الرئيس دوايت أيزنهاور ما عرف بـ«مبدأ أيزنهاور»، والذى كان يقضى بأحقية الولايات المتحدة فى التدخل لصالح أى دولة فى الشرق الأوسط تعانى من تهديدات المعسكر الشيوعى، ليأتى بعد ذلك الحديث عن مخطط الشرق الأوسط الكبير، بداية الثمانينيات من القرن الماضى، وعقب تفتت الاتحاد السوفيتى، حيث دعمت الإدارة الأمريكية وقتها برنارد لويس لوضع مخطط يهدف إلى تقسيم الدول العربية إلى دويلات وأقاليم على خلفيات دينية وعرقية.

 

ويتماشى الحديث المتداول حول تقسيم العراق وليبيا وسوريا، وتدعيم النزعة الطائفية لدى الأقليات فى سائر دول الوطن العربى، بشكل أو بآخر إلى إتمام تلك المخططات القديمة.