ريحان: تاريخ دهب شاهد على محبة المسلمين والمسيحيين.. صور
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن مدينة دهب بسيناء تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ،وتبعد 100 كم شمال شرم الشيخ 150 كم جنوب طابا.
وقال أن المنطقة الأثرية بدهب تقع فى أجمل بقعة وتشرف على خليج العقبة بمياهه الصافية،وتضم الفرضة البحرية لميناء دهب فى عصر الأنباط،والفرضة هى المكان الذى يخدم الميناء من مخازن البضائع والمكاتب الإدارية.
وأكد ريحان أن هذا الميناء كشفت عنه بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية فى عدة مواسم حفائر منذ عام 1989،وهذا الميناء استخدمه الأنباط بسيناء منذ نهاية القرن الثاني قبل الميلاد لخدمة التجارة بين الشرق والغرب، وحتى نهاية دولتهم رسميًا على يد الإمبراطور الروماني تراجان عام 106م.
والمنطقة الأثرية بدهب مسجلة (ضم) بقرار رئيس مجلس وزراء رقم 820 لسنة 2007،والمبنى المكتشف الخاص بالميناء تخطيطه مستطيل،وله سور خارجى وبوابة محاطة ببرجين دفاعيين من داخل السور،ويحوى 23 حجرة بالجزء الشمالي كمكاتب لخدمة حركة تسيير ونقل البضائع من وإلى الميناء.
والجزء الجنوبى يحوى 24 حجرة هى مخازن البضائع، ويتوسط المبنى فنار لإرشاد السفن بالخليج ومحرقة كانت تحرق فيها الأخشاب المستخدمة للفنار، وعدد 12 حجرة بالجهة الغربية لمبيت بعض العاملين بالميناء.
وأشار إلى أن المبنى يجسّد التفاعل بين الإنسان والبيئة،من استخدام أحجار مرجانية متوفرة فى المناطق الساحلية المشرفة على البحر الأحمر، وهى أحجار أكثر صلابة وأكثر مقاومة لعوامل التعرية والأملاح ،ما استخدمت مونة من الطفلة البحرية مكونة من الرمل والحمرة ومركبات كلسية طينية تتواجد دائمًا قرب شاطئ البحر،وعثر بالميناء على لقى أثرية أهمها جرار تخزين وسبائك نحاسية وعملات.
ونوه ريحان إلى العثور على أوانى الحجاج بميناء دهب،والتى كان يستخدمها الحجاج المسيحيون وهم فى طريقهم إلى القدس عبر سيناء،فى طريق الحج المسيحي الشهير بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى، وقد أعيد استخدام ميناء دهب فى الفترة البيزنطية من القرن الرابع إلى السادس الميلادى.
وقال ريحان أن الحاج المسيحى كان يستقل مع الحاج المسلم نفس السفينة،من ميناء القلزم (السويس) إلى ميناء الطور،حين تحول طريق الحاج الإسلامى بسيناء من الطريق البرى إلى الطريق البحرى منذ عام 1885م،وفى الطور يزورون معًا الأماكن المسيحية والإسلامية.
وأضاف:ومن ميناء الطور يتجه الحاج المسلم والمسيحى لزيارة الأماكن المقدسة بمنطقة الجبل المقدس (دير سانت كاترين حاليًا)،حيث ترك الحجاج المسلمون كتاباتهم على محراب الجامع الفاطمى داخل الدير،ثم يعود الحاج المسلم ليأخذ طريقه من ميناء الطور إلى ميناء جدة،ويتجه الحاج المسيحى من دير سانت كاترين إلى القدس أو يظل لو كانت وجهته الحج إلى دير سانت كاترين فقط.