الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ممكن نتغير فى يوم من الأيام


كثيرا ما يطرح علينا سؤال دكتور هل ممكن أبنى يتغير فى المستقبل للأفضل ، دكتور هل ممكن اغير من نفسي للأفضل وأفكر بطريقة صحيحة ، هل ممكن اتعلم أشياء جديدة من جديد ، هل يمكن ان اتغير وأعدل من سلوكى بعد العمر ده كله ؟ 

وهنا نطرح السؤال الذى لاطالما شغل وحير الكثيرين وهو هل يمكن للمخ أن يتغير ؟ نعم يمكن للمخ ان يتغير ، فالدراسات منذ فترة بعيدة التى اجريت على مبتورى الاطراف وعلى فاقدى البصر أكتشفت أن عند فقدان عضو من اعضاء الجسد تقوم الخلايا العصبية بالتشابك مع اقرب خلية عصبية قريبة وتنضم اليها فى تناغم يقوى من الخلية العصبيه الخاصة بالعضو المبتور القريب من تلك الخليه ويزيد من حدته وقوته ونجد ذلك على سبيل المثال ان فاقدى البصر تقوى وتشتد لديهم حاسة السمع بشكل فائق الحدة والتركيز ، فاقدى طرف من الاطراف نجد أن الطرف الاخر أصبح أقوى وأشد فى ميكانيزمات الحركة والوظيفة ايضا ، وهذا بشكل مبدئى يدل على تغير وامتداد تكريبات خلايا المخ البشرى .

وأهم المفاهيم التى يجب أن نضعها فى عقولنا عندما نعمل مع الأطفال الصغر منخفضى التحصيل هى أن نقتنع وندرك ويصبح لدينا القناعة ونتحلى بالصبر فى ان المخ يمكن ان يتغير ، بل أنه يتغير بالفعل ، لقد صمم المخ ليتغير ويطور من نفسه ومن خلاياه وفقا للتطور الذى يتعلمه الشخص من البيئة المحيطه مع الاستعداد الوراثى للفرد.
 
ونجد أن بعض التغييرات تدريحيه حسب شدة ومدة ونوع ودرجة الشئ المراد تعلمه والتوقيت وحالة الفرد من ناحية الحاله المزاجيه الانيه والصحية وطريقة التعلم ، ونجد ان هناك تغيرات تحدث بشكل فورى وهو ناتج عن تغذية جيدة خلال فترة معينة نجد استجابة الفرد لتلك التغذية انعكست على ادائه الرياضى والدراسي والصحى ، التدريب على مهارة من المهارات الجديدة او هواية من الهوايات ، كما ان هناك بعض التغييرات على المخ بشكل سلبي مثل تعلم الادمان وسلوك المقامره والاهمال لفترة طويلة وما يتبعاها من تغييرات على الحالة المزاجية وكيمياء المخ والملل.
 
والدراسات الحديثة تؤكد لنا أننا نستطيع ان نغيير بناء المخ وتنظيم المخ بصورة مقصودة ، أن المناطق الجدارية والامامية والصدغة جميعها ، تستجيب للمنبهات المحددة التى ينتج عنها تغيرات عصبية يمكن قياسها
ونجد أن العاب الفيديو ترفع من مهارات التأزر البصرى والحركى لدى الأطفال ، كما ترفع من مهارات الانتباه لدى اللاعبين ولكن هذا لايمنع أن التمادى لساعات طوال امام الشاشات للعب يجلب السلوك الادمانى.
 
كما أن التدريب المكثف للغة ينشط تغيرات فسيولوجية فى خرائط المخ السمعية وتنمو مع التدريب لدى الصم قدرات بصرية ونجد أن سماع الموسيقى والتعلم على اله موسيقية يؤدى الى تغيرات فى مناطق حسية وحركية وتؤدى الى تحسن فى الانتباه والتتابع والتانى وزيادة الانتاجية.
 
كما أن تعلم مهارات جديدة قد ينتج عنه زيادة فى سرعة معالجة المعلومات وزيادة فى حجم المخ ، وأثبتت الدراسات الحديثة ايضا أن كل يوم من أيام الدراسه يتغير مخ التلاميذ حين يتغير المخ يتغير مستوى الانتباه والتعلم والمعرفة لديهم ، أما أذا كانوا يتغيرون للأفضل أو للأسوأ فيتوقف على مستوى المعلمين فى المدرسة
وهنا علينا جميعا كأباء وأمهات ومعلمين ومعلمات ، نطرح على أنفسنا سؤال ؟ هل نحن راضين عن تطوير وتغير أمخاخ أبنائنا بالشكل اللائق والايجابى ؟ هل نحن نستخدم أساليب التعلم والتعليم والتربيه الحسنه فى تشكيل أدمغة أبنائنا بشكل يساعدهم على التطور والنمو والتفكير والابتكار فى الكبر ؟ أم نحن شعوب بارعه فى وقف تطور ونمو العقل البشرى ، وللحديث بقية
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط