الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمم مكة .. بين الأمل والعمل


لا تزال تداعيات قمم مكة الثلاث التي عقدت خلال الأيام الماضية قائمة وممتدة، فقد حملت هذه القمم عديد الرسائل والأهداف، لعل أهمها على الإطلاق التأكيد على الرفض القاطع لأي تدخل في الشئون الداخلية للدول العربية الشقيقة أو تهديد لسيادتها أو أمنها بأي شكل من الأشكال، والمقصود هنا إيران على وجه التحديد، ثم القضية الفلسطينية عصب الأمة وعدم التفريط في الحقوق من خلال حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على حدود 1967.

ولعل هاتين القضيتين لا تزالان تؤرقان العالمين العربي والإسلامي طيلة العقود الماضية، ولم تخل قمة عربية أو إسلامية من التشديد على هذه الحقوق وكذلك عدم تدخل دول في شئون دول أخري، فإيران علي وجه التحديد لا تزال تعبث بكل ما أوتيت من قوة في منطقتنا العربية منذ أربعين عاما عبر مليشياتها المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان واليمن من أجل تفتيت هذه الدول وإضعافها، فضلا عما تفعله مع حماس ودعمها المادي والعسكري ليس بهدف محاربة إسرائيل، وهو الهدف المعلن، بل تشتيت الجهود العربية الساعية لحل القضية الفلسطينية.

قمم مكة كانت واضحة في رسائلها وأهدافها، خاصة من كبار القادة والزعماء الذين حضروا القمة، ويمكن القول أن من أهم الرسائل وضوحا هي كلمة الرئيس السيسي، برغم أنها امتداد لرسائل سابقة مرتبطة بأمن الخليج لكن تكرارها يؤكد أهميتها وأن مصر لا تزال على العهد والوعد الذي قطعته على نفسها، وتعبير " مسافة السكة" لم يتغير أو يتبدل، ولعل التصريح بعبارات " أمن الخليج يرتبط عضويًا بأمن مصر ولسنا على استعداد للتفريط فى أمننا القومى، لا تسامح مع أى طرف إقليمى يهدد الدول العربية الشقيقة، الحكمة والحزم ضرورتان للتعامل مع أى تهديدات" كاف وواضح، وإشاراته الواضحة على الاعتداءات الأخيرة على السعودية والإمارات، فضلا عن القضية الأم "فلسطين" ووصفه بأنها قضية العرب المركزية، وأن الحل العادل والشامل يحقق استقرار المنطقة العربية.

وبرغم أن كلمته أثارت الجدل كالعادة حين ألقاها، فإن كلمات سعد الحريري رئيس وزراء لبنان تؤكد يوما بعد يوم على عروبة لبنان، وأن لبنان لن يكون يوما جزءا من المشروع الإيراني عبر حزب الله، الذي كان سببا في أن يكون الشعب اللبناني عرضة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتي تسببت في أزمات اقتصادية واجتماعية وطائفية يدفع ثمنها المواطن اللبناني حتى اليوم.

فيما كان العاهل الأردني الملك عبدالله الثانى لا يزال يؤكد يوما بعد آخر التزام الأردن بالوقوف مع الدول العربية خاصة الممالك العربية التي تتعرض لهجوم مركز بهدف تدميرها على يد إيران، فضلا عن رؤية بلده الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وضرورة الحل علي أساس الدولتين وحدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما أكده أبو مازن في القمة وشدد عليه ورفض استبدال مبدأ الأرض مقابل السلام بالازدهار مقابل السلام.

قمم مكة أرست مبدأين مهمين، وهما الأمل والعمل، فالأمل أن يتم حل القضية الفلسطينية وعدم التفريط في الحقوق، ومساعدة الفلسطينيين في مواجهة الصعوبات الجمة التي تواجههم خاصة بعد العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية من أجل الضغط عليهم، وأما العمل فهو أن تنتبه الدول العربية للمخاطر الإيرانية، وأنها لن تتوقف أبدا، حتي لو ادعت إيران غير ذلك، وحتى لو قالت إنها تريد توقيع معاهدة عدم الاعتداء علي دول الخليج، فمنذ متي وإيران تعتدي علي أي دولة صراحة، لم يحدث يوما خاصة بعد حرب العراق، لكنها تعتدي كل يوم عبر مليشياتها المنتشرة والمستترة في بقاع الدول العربية والأجنبية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط